بيان التجديد التربوي للتنمية المهنية للمعلمين في ضوء كفايات الرخصة المهنية
Abstract
شهد التطور المهني في واقعنا التكنولوجي نقلة نوعية وكبيرة في شتى المجالات، لاسيما في التجديد التربوي في العملية التعليمية الذي هو نواة تطور أي مجتمع وبؤرة تركيزه رغم ما شهدناه خلال جائحة كورونا 19-Covid من تفاوت في الاستجابة للأزمة والتوقف المؤقت عن تسارع الحياة والأثر العكسي على الدول ذات مستويات اقتصادية عالية، إلا أن التعليم كان مؤشر قوي في نجاح استجابة بعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية نسبة إلى دول القوة العشرين للأزمة، والاستفادة منها وأخذها كنقطة قوة لتركيزها على مواكبة كل مستحدث تكنولوجي في جوانب التعليم الثلاثية من المتعلمين والمحيط التعليمي والمعلمين، وهذا ينم عن الخطط المسبقة والمركزة في جانب التنمية المهنية لدى صناع القرار في التعليم، ترتبط التنمية المهنية ارتباطاً وثيقا بالمعلمين وتدريبهم، فإن أي إصلاح تربوي يعتمد على الارتباط الوثيق بين التنمية المهنية وعلاقتها بالمعلمين، فكلما كانت أهداف التنمية المهنية تركز على تدريب المعلمين التدريب الجيد والمخطط له وفق احتياجاتهم، كان مؤشرا لنجاح العلاقة بين التنمية المهنية وتدريب المعلمين، لذا فإن تدريب المعلمين جزء لا يتجزأ من عملية التطوير والتجويد المستمرة والتي تستهدف العملية التعليمية، ويسعى تدريب المعلمين إلى تحقيق أهداف تقود
إلى جودة المخرجات التعليمية (الوادعي آل سفران (2021)، ومن أهم ما طرح في مجال تطوير المعلم من وزارة التعليم (2021) في الدليل الإرشادي للمعلم الجديد أن المعلم هو أداة التغيير المتمركزة في المجال التربوي، جراء ما يشهده العالم اليوم من أحداث ونمو وتقدم تقني معاصر، لذا ظهرت أهمية إرساء معايير وقواعد أخلاقية تحكم الميدان التعليمي وتوضح لوائح الحقوق والواجبات للمعلم والمعايير المهنية التي تمكنه من تحسين عمله وتحقيق النمو في مجاله المهني. لذا تم تعريف التطوير المهني للمعلم: "ممارسة أنشطة متنوعة لتحسين الممارسات التدريسية، والتي تتمثل في تنمية وتفعيل روح المسؤولية الذاتية للمعلم لتطوير نفسه"، كما استنتج العتيبي (2021) أن عملية تطوير المعلم في المجال المهني عملية متجددة وتتصف بالتطوير المستمر في ضوء ما يستجد من المعارف والمهارات والاتجاهات الحديثة في مجال التعليم. وكما أشارت دراسة الرفاعي والسلنتي (2017) التي تؤكد على أن تدريب المعلمين على رأس العمل من أبرز مبررات نجاح العمل التربوي، ودراسة والد (2020) التي أكدت على إعادة النظر في برامج إعداد المعلم و تنميته، والاستفادة من التجارب الناجحة في إعداد معلم المستقبل، والتعرف على احتياجات المعلمين وتلبيتها للحصول على مخرجات تعليمية متميزة. لذلك يرى 2019 Washington) عندما يتمكن المعلمون من التعلم، يتعلم طلابهم المزيد حيث يضيف التطوير المهني المستمر معرفة جديدة إلى مهارات المعلم ويعمق كفاءة الإنتاج في المجالات المهتم بها بالفعل وذلك من أجل تعزيز التطوير المهني وتحسين المعلمين ومهاراتهم لذا من المهم تحليل مفاتيح تحسين التطوير المهني للمعلم وإدراك كيفية تحسين التطوير المهني للمعلم وأنه لن يؤدي فقط إلى تحسين المعلم، ولكن تحسين الطالب أيضا. ومن أهم مراحل التنمية المهنية للمعلم في المملكة العربية السعودية: ما ذكرته الغثبر (2020) بإيجاز : بدأت من الميثاق الأخلاقي المهنة التعليم، اختبار كفايات المعلمين بنوعيه التربوي والتخصصي، إيقاف القبول في البرامج التربوية، إلغاء اختبار كفايات المعلمين واستبداله بنظام الرخصة المهنية للمعلمين. وطرحت مبررات للاعتماد على نظام الرخصة المهنية شرف المهنة واختيار الكفؤ فيها، دور المعلم في رفع جودة النظام التعليمي، القصور الواضح في برامج إعداد المعلم، استمرارية تطوير المعلم. ولذلك أشارت الأمير (2021) بأن الرخصة المهنية للمعلم تعد من الخطوات الرئيسية في عملية
التنمية المهنية للمعلم بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية المعاصرة، حيث تهدف إلى تنمية المعلم في كافة مراحل حياته المهنية وتحسين فاعليته في منظومة العملية التعليمية، وتعرف الرخصة المهنية بأنها "وثيقة تصدر من الهيئة وفق معايير وإجراءات محددة، يكون حاملها مؤهلا لمزاولة مهنة التعليم، بحسب مستويات محددة ومدة زمنية محددة (هيئة تقويم التعليم والتدريب، 2022).
لذا ستتحدث في هذه المقالة البحثية عن التجديد التربوي للتنمية المهنية للمعلمين، وبيان الأساليب المتنوعة وكيفية تحقيق أقصى فائدة من التنمية المهنية ومعايير تحقيقها وأثر التجديد التربوي الذي يركز على الرخصة المهنية ومبررات ذلك بناءً على معوقات سابقة ظهرت في بداية تطبيقها،
وتوضيح أهم معاييرها ورتبها.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/50547Collections
- Humanities and Social Sciences Theme [42 items ]
- Research of Qatar University Young Scientists Center [206 items ]