من سوسّور إلى فلسفة اللغة، لأوزفالد ديكرو
التاريخ
2024-02-15البيانات الوصفية
عرض كامل للتسجيلةالملخص
بينما يمثّل اللسان في تصور سوسّور كلًّا مجردًا من المعطى المادي للّغة؛ يمثّل الكلام مختلف التمظهرات اللغوية البيولوجية والاجتماعية والنفسية، ولأن الأمر يتعلق بتأسيس موضوع خاص لعلم اللغة؛ فقد اعتُبر اجتهاد سوسّور بمثابة فتح جديد رسم الحدود الدقيقة للدراسة العلمية للغة. من هنا نشأ الاستشكال الذي طرحه ديكرو (O. Ducrot) في هذه المقدمة، وهو السؤال الجوهري الذي سعى إلى الإجابة عنه في مقدمة الترجمة الفرنسية لكتاب سيرل 1969 (Speechact): ما موقع العبارة الاصطلاحية لـ (سيرل): "فعل اللغة" (Speech Act) داخل تمييز سوسّور بين اللسان والكلام؟ إذ بينما يضع التقليد السوسّوري "الكلام" خارج المجال الاجتماعي للّسان، مسندًا إليه طابعًا فرديًا، لا شيء في الكلام يفسر انفصاله عن المواضعات الاجتماعية التي تؤطر حدوده بجملة من الإكراهات التي لا تقل أهميّةً، في قيمتها ودرجتها، عن الإكراه الاجتماعي الذي يميز ظاهرة اللسان. من تلك المواضعات؛ أن ينخرط المتكلم في صدق ما يقوله، وأن "يلتزم" بوعد يُقدّمه، وأن يمتثل المستمع لأمر يصدر عن المتكلم بشكل متبادل؛ يجعل من الفعل الكلامي نسقًا من القواعد الاستعمالية للغة؛ حيث وضع استقلال اللسان بالمفهوم السوسّوري في مأزق حقيقي. ولسوف يجد القارئ في هذا المقال جوابًا عن سؤال مفاده؛ إلى أيِّ حدٍّ تؤزم أم تتجاوزنظرية أفعال اللغة عند سيرل المنظور السوسّوري للكلام؟
المجموعات
- 2023 - Volume 7 - Issue 2 [7 items ]