وحدة الجماعة وأهميتها في رقي الأمة من منظور قرآني

Abstract

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام التامان الأكملان على نبينا محمد، إمام الأنبياء والمرسلين، وخير من وحد الجماعة ، وقاد الأمة إلى بر الأمان وأمن السلام، وعلى آله وصحبه وتابعيه الذين فتحوا الدنيا بنور القرآن وهدي الإسلام، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد: فإن أهم ما يميز الأمة الإسلامية ما حباها الله تعالى من خصائص وحدتها واتحادها، وعوامل رفعتها ونهضتها، تلك التي حفظت لها قدرها ووجودها، وسمت بمكانتها إلى مصاف الأمم الراقية، بعد أن كان العرب في الحضيض، يتخبطون في جهالة التخلف والظلم والإضطهاد. قال الله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [آل عمران:110] إلا أن هذه الوحدة ما كانت لتتحقق عمليا ، ولا لترى النور فعليا ، لولا أنها بنيت على معالم ثابتة من الخير والعدل والصدق والفضيلة، وأقامت صرح نهضتها على أسس راسخة من مقومات البناء والنماء، وتمثلت في سلوك وسيرة ثلة من الصفوة، كانوا الدعامة الصلبة فيها، والركن الأساس لها، بما اتصفوا به من إيمان وتضحية، فحققوا الرقي والثبات والتقدم ، بكل ما تحويه الكلمة من معاني القيم السامية، والفضائل الراشدة، وأناروا العالم بضياء الإسلام ونور القرآن ، فدعوا إلى الاعتصام لحبل الله المتين ، والوحدة والائتلاف ، ونهوا عن اتباع مسالك الشيطان ، والتشرذم والتشتت، والفرقة والاختلاف، فكانوا إخوة متحابين ، استحقوا نصر الله تعالى وريادة العالم ، وقيادة مركب البشرية نحو الأمان والسلام . قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران 103] من هنا جات فكرة هذا البحث لتتناول موضوع: (وحدة الجماعة وأهميتها في رقى الأمة من منظور قرآني )، ضمن خطة تفرعت إلى مقدمة تبحث في أهمية الموضوع، وسبب اختياره ، والباعث عليه . يليها التمهيد، ويبحث في تحديد مفاهيم الوحدة والجماعة والأمة ، وما يتصل بها من تعاريف، يعقبه المبحث الأول ، ويبحث في مقومات الوحدة ، وخطوات تحقيقها، . مطلبين اثنين ، ثم المبحث الثاني ، ويبحث في مظاهر وحدة الأمة ، ومعالم بناء الجماعة ، ضمن طلبين اثنين ، يليه المبحث الثالث، ويبحث في خصائص الأمة الإسلامية، وعوامل رقيها، وأسباب ترديها، ضمن مطالب ثلاثة، لنصل إلى الخاتمة بما تضمنه من نتائج مستفادة وتوصيات مقترحة. مع الالتزام بضوابط البحث العلمي أصولا . هذا وبالله التوفيق.