العلاقة بين اليهود المتدينين والعلمانيين وأثرها في المجتمع الإسرائيلي

Abstract

تتمحور فكرة البحث حول دراسة إحدى أهم الإشكاليات التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي في مكونه اليهودي، وهي الانقسام الديني العلماني، الذي يعد ثاني أهم صراع في المجتمع بعد الصراع العربي الإسرائيلي، ويسعى هذا البحث إلى استكشاف طبيعة العلاقة بين اليهود المتدينين والعلمانيين وقياس أثرها على المجتمع الإسرائيلي من الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية، بدءً بفهم البعد التاريخي الذي أنتج هذا الانقسام، وتحديد أهم أسبابه، واستخلاص تداعياته على بنية المجتمع الإسرائيلي، مستعينا بالمناهج التاريخية الوصفية والتحليلية والمقارنة. توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها، أثر العصر الحديث بمكتسبات النهضة والحركات القومية في انقسام الجماعات اليهودية إلى اتجاهات دينية وعلمانية، كما أظهرت أن العلاقة بين هاتين الفئتين بدأت بشكل تصادمي، لتتطور لاحقا إلى علاقة توافقية وفي بعض الحالات إلى توظيفية. أما الآثار فقد جاءت متعددة في الجانب الديني برزت علمنة الدين والنزاع حول الهوية، بينما تجلت الآثار الاجتماعية في التشكيك في إمكانية التعايش، مع النمو الديموغرافي الديني على حساب الاتجاه العلماني، أما الآثار السياسية فهي صعود الأحزاب الدينية وتأثيرها على صنع القرار السياسي، وتوصي الباحثة بالتوسع في دراسة قضايا التصدع في المجتمع الإسرائيلي لاسيما الصراع الإثني بين الإشكناز والسفارديم، ودراسة ظاهرة التحول الديني، كما توصي بدراسة مسألة خصوصية العلمانية في السياق الإسرائيلي المعاصر.