تنويع التعليم الثانوي الرأي والرأي الآخر
Abstract
يمثل موضوع تطوير التعليم الثانوي موقفاً خاصاً بين أولويات التطوير التربوي نظراً
لعلاقته العضوية بالتعليم العالي حيث تؤثر الخصائص البنيوية للتعليم الثانوي ودرجة جودته النوعية على مدخلات التعليم العالي بشقيه الأكاديمي والتقني، كما أن الخيارات المهنية للأفراد تتحدد بنهاية هذه المرحلة التعليمية.
وتقدم هذه الدراسة مراجعة لبعض البواعث التي تدعو إلى تطوير التعليم الثانوي والمنهجيات المعتمدة في ذلك مع إبراز الدروس المستفادة من تلك المنهجيات والقضايا التي
تحد من كفاءة وكفاية التعليم الثانوي (الدول العربية) وتم التركيز بصفه خاصة على منهجية التنويع من خلال دراسة المشروع الخاص بتنويع التعليم الثانوي في دولة قطر، كما قدمت الدراسة اقتراحا بديلاً لتطوير التعليم في قطر من خلال توسيع الجذع المشترك وتأخير التشعيب بين العلمي والأدبي أو التخلص منه تماماً مع ضرورة تطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر مرونة وأكثر تلبية لحاجات الأفراد واحتياجات المجتمع معه.
ورغم أن المشروع المقترح لتنويع التعليم الثانوي في دولة قطر يستند إلى أسس تربوية سليمة إلا أن هناك مجموعة من القضايا التي يجب التصدي لها بالنقاش قبل وضع المشروع موضع التنفيذ وتتمركز معظم هذه القضايا حول الجدوى الحقيقية لهذا المشروع وفرص نجاحة.
ومن أبرز القضايا التي أثيرت في هذه الدراسة:
- القيم المجتمعية المعاكسة، خاصة نظرة المجتمع للعمل اليدوي.
- حاجة الدولة الماسة إلى عمالة قطرية تخصصية ذات تعليم عال وهي تعتبر عمالة استراتيجية تؤثر تأثيراً مباشراً في معدلات التنمية.
- الاتجاه إلى التوسع في الصناعات وكيفية الاستخدام لرأس المال وهي صناعات تعتمد
على عمالة فنية وتخصصية راقية تأتي من مخرجات التعليم العالي الأكاديمي والتقنية
- الندرة السكانية مما يؤكد استمرار الاتجاه للعمالة الوافدة ومن الأفضل أن تكون العمالة الوسطى هي العمالة الوافدة ويتم تثمير المواطن في عمالة تخصصية راقية.
- اعتماده العمالة الفنية الماهرة على قدر أكبر من دراسة العلوم والرياضيات لا يتوافر لها في مناهج المدرسة الصناعية أو التجارية.
- سد قناة التعليم العالي أمام خريجي المدارس الفنية حيث ثبت من التجارب الفعلية عدم تمكنهم من مواصلة التعليم العالي لضعف تكوينهم في العلوم والرياضيات.
- الاتجاه العالمي لتعميم التعليم الثانوي وتوسيع القاعدة الثقافية المشتركة ولعل الاقتراح البديل الذي عرضته الدراسة تعبير عن الرأي الآخر.