"النهضة" في نظر السلطان برغش من خلال وصف رحلة " تنزيه الأبصار "
الملخص
النهضة؛ نهضة العرب؛ تلك المسألة الشائكة التي اختلفت فيها الآراء هي موضوع هذا البحث
كان السلطان برغش بن سعيد (ح. 1287/1870-1305/1888) له رأي عملي في الدخول ببلده- زنجبار- إلى عصر النهضة.
عملنا يتكون من ثلاثة فصول تؤدي كلها إلى بلورة فكر السلطان:
الفصل الأول سعينا- فيه- إلى معالجة قضية إبطال تجارة الرقيق التي كانت مفتاح النهضة لأنها وليدة العصر. وهي بمثابة مرحلة أساسية في عتق الإنسان من قيود الرق التي تقتل فيه الإرادة كلها، واللغات جميعها. تحدثنا في هذا الفصل عن أثر معاهدة سنة 1873 بين السلطان وبريطانيا وما نتج عنها في نظر الإنكليز، وما كشفت عنه من عوائق حدت من الإسراع في تطبيقها. وأنهينا الفصل بتوضيح بعض الفوائد التي جناها العبيد/ الأحرار.
الفصل الثاني حاولنا- فيه- العمل على تشكيل صورة نموذج التقدم الذي أغرى السلطان. ورأينا أن هذه الصورة تتكون من عنصرين: الأول يتمثل في التقدم الصناعي الكبير الذي شاهده في لندن، وهو مدني وعسكري. والثاني هو العمران الذي غايته خدمة الإنسان وتيسير حياته مثل الحديقة العامة، والمستشفى، ودار العجز.
الفصل الثالث اهتممنا- فيه- بإبراز حقيقة النهضة، كما رآها السلطان. وقد عددنا فيه العوامل التي دفعت به إلى ولوج هذه المعمعة. وهي عوامل متنوعة، منها ما هو ثقافي، وما هو نفسي، وما هو سياسي، وما هو اقتصادي. وكلها تعود إلى مقتضيات العصر. وأردفنا الحديث عن هذه العوامل بتوضيح الكيفية التي- بها- يرى السلطان تحقيق مشروعه، وهي تنحصر في عنصرين متكاملين هما: الإعلاء من شأن العمل وتحويله إلى قيمة، والاستعانة بخبرة الإنكليز.
لقد كانت محاولة النهضة في زنجبار- في الحقيقة- إرهاصة أخيرة قبل السقوط في شبكة الاستعمار.