تطور الخصائص التعليمية للسكان في المملكة العربية السعودية : دراسة سكانية تحليلية مقارنة
الملخص
نظرا لدور التعليم الأساسي في تحسين وضع الإنسان، ورفع مستوى معيشته ونوعية حياته ولما له من ارتباط وثيق بالمتغيرات السكانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الخصائص التعليمية للسكان بشكل عام، مع التركيز على إبراز مستويات الأمية وتباينها المكاني، وتفاوتها العمري والنوعي، والكشف عن التغيرات المرتبطة بها والمؤثرة فيها، بشكل خاص. واعتمد تحقيق ذلك على العديد من مصادر البيانات، ومن أبرزها: المسح الديموغرافي لعام 1419 هـ بالإضافة إلى تعداد السكان في المملكة لعامي 1394هـ ، و1413هـ .وبناء عليه، أظهرت الدراسة أن الأمية شهدت انخفاضا كبيرا، من مستويات مرتفعة تصل إلى 65% إلى مستويات معقولة مقارنة بالدول الأخرى، حيث أصبحت لا تتجاوز نسبة الأمية 18% في عام 1419 هـ. وانخفضت نسب الأمية بين السعوديين وغير السعوديين من 67% و53% في عام 1394هـ إلى 0 2% و13% في عام 1419هـ على التوالي. كما كشفت الدراسة عن ووجود تباين كبير في تلك الخصائص بين المناطق سواء في نسب الأمية أو في نسب التعليم. ففي حين تنخفض نسبة الأمية في الشرقية والرياض، فإنها ترتفع نسبيا في معظم المناطق، وخاصة في الأطراف الشمالية والجنوبية. وعلى الرغم من ارتباط هذا التباين المكاني بالعديد من المتغيرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية، كنسبة النوع، والعمر الوسيط، ونسب كبار السن، والعاملين في الزراعة، ومعدات الهجرة الداخلية، إلا أن متغير "نسبة التحضر" هو أبرز المتغيرات المفسرة لهذا التباين الجغرافي في نسب الأمية. وكذلك، كشفت الدراسة عن أنه على الرغم من تناقص الفروق في الحالة التعليمية بين الذكور والإناث خال السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال هناك فرقا كبيراً بين النوعين. بالإضافة إلى ذلك، تبين أن نسب الأمية ترتفع بين كبار السن، وتنحسر بين الشباب وصغار السن، بدرجة كبيرة جداً مما يعكس الجهود المبذولة في هذا المجال. وبناء عليه، فإنه من المتوقع أن تشهد ظاهرة الأمية انحساراً كبيراً خلال السنوات القليلة القادمة، خاصة مع تزايد معدات الالتحاق بالتعليم لكلا النوعين. وأخيرا تمخضت الدراسة عن العديد من التوصيات ذات العلاقة بالتعليم.