اليعقوبي والعصر الأموي في كتابه "تاريخ اليعقوبي"
Abstract
من المفارقات في تاريخ الدولة العربية الإسلامية هو هذا التضاد بين دور الأمويين فيه وصورتهم الشائعة المبثوثة سواء في مصادرنا الأصلية أم في المؤلفات العربية الحديثة المتداولة ، فالدور أساسي مضيء إذ تركوا الدولة بعد حكم دام أقل من مائة عام وقد تضاعفت مساحتها وثبتت أركانها فتوطدت نظمها ومؤسساتها ووحدت وعربت أجهزتها ، وبدأ الاستقرار يغلب على مجتمعها وبدايات التفتح على الفكر العربي الإسلامي فيها، لكن الصورة الشائعة لشخصياتها الفاعلة تطغى عليها القتامة حتى أصبح بعضها رمزاً ومثلاً على الأعمال والصفات المذمومة كالمكر والغدر والاحتيال والظلم والقسوة .
وفي اعتقادنا أن سبب هذه المفارقة يعود جزئياً إن لم نقل كلياً إلى أن تاريخ الأمويين العام قد كتبه في المصادر أعداؤهم، واستقى الكثيرون من مؤلفي كتب التاريخ الإسلامي المتداولة من هذه المصادر، وربما كان أكثرها سهولة في التداول والاقتباس كتاب اليعقوبي لاختصاره وحسن تبويبه وغناه بالأحكام العامة عن الشخصيات مصاغة بشكل جذاب .