الرسوب وعلاقته بتحصيل الطلاب : دراسة تحليلية

Abstract

يعتر قرار الرسوب والنجاح من القضايا التربوية التي لازالت في حلبة النقاش ولم يتم الفصل فيه حتى الآن. وتعتر مشكلة قرار الرسوب ليست وليدة الساعة بل إن عمر هذه المشكلة يزيد عن ثمانين عاما. ‏وعند الحديث عن الرسوب فإن أول ما يتبادر إلى الذهن التكلفة المادية وأسباب الرسوب على التوالي. وقليل من الدراسات التي تناولت تاريخ الرسوب وفلسفته وبدائله وعلاقته بتحصيل الطلاب في المستويات المتقدمة من المرحلة الدراسية نفسها أو المراحل اللاحقة. وهذه الدراسة ما هي إلا محاولة لإجراء نظرة تربوية فاحصة للأبحاث التي تناولت الرسوب من هذه الجوانب بهدف الوصول إلى نتائج علمية دقيقة يمكن الاستفادة منها في تطوير نظمنا التربوية، وبتحديد أدق تهدف هذه الدراسة إلى تنظير لفلسفة الرسوب وتاريخه وبدائله وعلاقته بتحصيل الطلاب. ‏وقد اعتمدت هذه الدراسة على ما كتب في الموضوع من كتب وأبحاث ودراسات باللغتين العربية والإنجليزية. واتبعت هذه الدراسة أسلوب التحليل الفلسفي لكثير من نتائج البحوث والدراسات المتعلقة في مجال التربية وتحصيل الطلاب بصفة عامة، وفى مجال الرسوب بصفة خاصة بغية الوصول إلى إجابات عن أسئلة الدراسة. ‏وخلصت الدراسة إلى أن تاريخ الرسوب يعود إلى بداية ما يسمى بنظام الفصل الدراسي أي منذ القرن السادس عشر ميلادي في بريطانيا وفى القرن التاسع عشر في أمريكا. ولقد تأثرت فلسفة الرسوب واستراتيجياته بالحركات الإصلاحية التربوية والنظريات الفلسفية. وعلى صعيد الدراسات التي تناولت العلاقة بين الرسوب والتحصيل سواء في نفس المستوى أو في المستويات العليا، ‏نجد أن هناك تفاوتا كبيرا في النتائج. ورغم اتباع الأسلوب العلمي في هذه الدراسات إلا أن النتائج جاءت متفاوتة جدا. لكن المتفحص والقارئ لهذه البحوث يجد أن هناك اتفاقا كبيرا بين التربويين حول فاعلية الرسوب وخاصة في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية. ‏وقد اتضح أيضا أن للرسوب أثارا سلبية وأخرى إيجابية. كما أن هناك أسبابا عديدة تلعب دورا مباشرا وغير مباشر في الرسوب. ‏أما أهم البدائل التي لاقت استحسانا لدى التربويين والقابلة للتطبيق فهي إما أن تقوم المدرسة بفتح أبوابها قبل المدة المحددة للدراسة ويطالب الطلبة الراسبين بالالتحاق في المدرسة قبل أقرانهم حيث يتم تدريسهم المواد التي رسبوا فيها أو افتتاح مدارس في الصيف يدرس فيها الطب الراسبين. ‏كما أن هذه الدراسة توصلت إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساهم في تطوير العملية التربوية.