أثر التواصل غير اللفظي في اكتساب العربية للناطقين بغيرها طلاب المستوى المبتدئ بجامعة قطر نموذجا (دراسة لسانية تطبيقية

Abstract

تعد أشكال التواصل غير اللفظي جزءا مهما من العملية التعليمية؛ ذلك أنها تساعد المعلم في تحقيق أهداف درسه، وتعين المتعلمين - من الناطقين بغيرها - في اكتساب العربية من جهة أخرى، وفي حال أغفلها المعلمون وخاصة أثناء تدريس المستوى المبتدئ، سيحصل للمتعلمين تشويش مرده إلى انعدام فهم أشكال التواصل المستخدمة، مثل: الإيماءات والإشارات، حيث تكون في ثقافة متعلم ما يختلف مدلولها عن الإيماءة التي يستعملها المعلم وعليه فالمتعلم بحاجة إلى استعمال معلمه للأشكال غير اللفظية؛ وذلك ليكون قادرا على ربط الشكل غير اللفظي - المستخدم من قبل المعلم - بمدلوله اللفظي الذي يعبر عن موضوع الدرس، ومن ثم يكتسب المتعلم العربية، ويصبح قادرا على ممارستها بشكل أفضل مع أقرانه، وهذا جوهر الغاية التعليمية. وفي إطار هذه الإشكالية حاولت الدراسة الإجابة عن سؤال أساس: هل لأشكال التواصل غير اللفظي التعليمية والثقافية ووظائفه أثر في اكتساب متعلمي المستوى المبتدئ للغة العربية؟، ولمعالجة هذا الإشكال اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وقد اختارت الباحثة هذا المنهج؛ لأنه الأنسب لطبيعة الموضوع قيد الدراسة، حيث إنه قائم على ملاحظة المشكلة أو الظاهرة العلمية والشروع في وصفها، ومن ثم جمع البيانات والمعلومات حولها، ونقدها من زاوية تحليلية من أجل وضع نتائج قابلة للتطبيق. ولهذا حاولت الباحثة على مدار هذه الدراسة تناول أثر استخدام المعلمين لأشكال التواصل غير اللفظي ووظائفه في اكتساب متعلمي المستوى المبتدئ العربية وصفا وتحليلا، مع الاستفادة من مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها الذي يعد من أبرز مجالات علم اللسانيات التطبيقية. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن للتواصل غير اللفظي أثرا واضحا في اكتساب المتعلمين للغة العربية، ودليل ذلك أن الأدوات الثلاث التي اعتمدتها الباحثة بينت أن المعلمين يستعملون الأشكال غير اللفظية، مثل: الإيماءة والإشارة، والمصاحبات اللفظية والمسافة التواصلية، والصور التوضيحية التي تنتمي إلى الوسائل والمواد البصرية، لتطويعها في سبيل تقديم المفاهيم الملموسة بصورة يسيرة للمستوى المبتدئ؛ ليصبح المتعلم قادرا على ربط الشكل غير اللفظي بمدلوله اللفظي، ومن ثم يتمكن من اكتساب اللغة العربية.