الاثار الاجتماعية والاقتصادية لمشاريع الطاقات المتجددة: المغرب نموذجا

Abstract

ساهمت التحديات البيئية التي يعرفها العالم في السنوات الأخيرة بما فيها الإنتاج المتزايد للنفايات بسبب النمو السكاني المتزايد وعدم كفاية التكنولوجيا للتخلص منها، إلى جانب التأثير السلبي الذي يخلقه الهواء الملوث على الصحة العامة. فضلا عن الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة، والانخفاض المحتمل في هطول الأمطار، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على المياه للأغراض الزراعية، وهو ما سينتج عنه بشكل حتمي تفاقم أزمة ندرة المياه؛ في توجه العالم نحو التفكير في ضرورة التحول نحو البحث عن مصادر الطاقة النظيفة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، من أجل المساعدة في معالجة تغير المناخ وأيضًا التكفل بتلوث الهواء والصحة. علاوة على ذلك، يمكن لتكنولوجيات الطاقة المتجددة الفعالة والموثوقة أن تخلق نظامًا أقل عرضة لصدمات السوق وأن تعزز القدرة على الصمود والأمن الطاقوي من خلال تنويع الخيارات المطروحة غير أنه لا يمكن إغفال حقيقة أنه قد تكون التكلفة الأولية للتحول نحو الطاقات المتجددة ثقيلة بالنسبة للعديد من البلدان ذات الموارد المحدودة، وسيحتاج الكثير منها إلى دعم مالي وتقني لإجراء التحول. لكن الاستثمار في الطاقة المتجددة سيؤتي ثماره. وبإمكان الحد من التلوث ومن آثار تغير المناخ وحده أن يوفر للعالم ما يصل إلى 4.2 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2030 حسبما صرحت بذلك منظمة الأمم المتحدة. وباعتبار المغرب جزء من المنتظم الدولي وفاعلا منخرطا في عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030 بما فيها المحافظة على البيئة ومواجهة التغييرات المناخية أصبح التركيز على تبني نهج توليد الطاقة المتجددة الخيارالأكثر وضوحا ضمن صناعة السياسات الخاصة بالمجال الطاقي. وهو الأمر الذي ظهرت جليا اثاره على الجانب الاقتصادي والاجتماعي على حد سواء.