السّردية المُغايِرة في (مائة ليلة وليلة) دراسةٌ في النَّسق الثقافي
الملخص
عرفت الحضارة العربية الإسلامية منذ بداياتها الأولى تقريبا نوعين من الأدب: أدب الخاصة،
وأدب العامة (أو الأدب الهامشي) يعبر الأول عن ثقافة النخبة العالمة، ويحظى بالاهتمام
والاعتراف. ويعبر الثاني عن ثقافةِ العَوام ، ولا يلقى قبولا من الثقافة المركزية على الرغم من
شيوعه وكثرة تداوله بين فئاتِ المجتمع.
ويتسم الأدب الهامش بتعبيره عما في حياة العامة من قيم ومعايير خاصة بهم، قد تخالف (في كثير
أو قليل) معاييرَ الثقافة المركزية، غير أنه يغلب على الظن أن مؤلفيه أو جامعيه لم يكن في نياتِهم
مخالفة النموذج الأدبي المركزي السائد، أو الخروج على الثقافة المهيمنة.
ظل ذلك الأدب مع ما فيه من سير شعبية، وحكايات ، ومرويات ، وقِصص عجائبية ، ونوادرَ ،
ونحوِها، على تلك الحال من الإهمال زمنا طويلا ، ثم تغير الموقف منه، فأدرك الباحثون القيمة
التاريخية والأدبية له، وعكفوا عليه يدرسونه مستخدمين أدوات نقدية حديثة.
تتناول هذه الرسالة عينة من ذاك الأدب، ظلت مهمشة رَدَحا من الدهر، وهي حكايات (مائة
ليلة وليلة)، لتعالج مدونتَها وفق معايير النقد الثقافي، بغرض الكشف عن أسباب تِميشها؛ إذ
تقوم الرسالة على فرضية وجود نسق ثقافي مهيمن يطغى على كثير من تلك الحكايات، فيدفعها
نحو الخروج على الثقافة المركزية، حتى تصبح السَّردية المغايرة فيها هي الوظيفة السَّردية الغالبة
عليها. وتسعى الرسالة إلى الكشف عن وجوه ذاك النسق الذي كان سببا في دفع نصوص
الحكايات خارج إطار الأدب الرسمي والنصوصِ المعبرةِ عنه.
ويبدو أن تلك الوجوه على حال من التداخل والتعدد، لكن الرسالة لاحظت منها: كسر
الأعراف والتقاليد، وتنقص السلطة، والتمرد الأنثوي على سلطة الرجل.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/11204المجموعات
- اللغة العربية [55 items ]