التوظيف السياسي الخارجي للأقليات العربية في إيران وأثره على العلاقات الإيرانية العربية
الملخص
تسلط هذه الدراسة الضوء على التوظيف السياسي الخارجي للأقليات العربية في إيران من طرف القوى الإقليمية، وكيف أنها أثرت على العلاقات الإيرانية العربية، هذه العلاقات التي شهدت على مدى عقود من الزمن توتّرات وخلافات لأسباب مختلفة آخرها ديني وقومي، ولعل السياسة الإيرانية في المنطقة – بعد جملة التحولات الإقليمية والدولية – حتّمت على الدول العربية – خاصة الخليجية منها – تبني استراتيجية مماثلة ومجابهة للأداء الإيراني في المنطقة، ومن بينها تحريك الداخل الإيراني عبر الاستثمار في الأقليات – لا سيما حراك الأحواز – بالتبني والدعم والتوظيف السياسي، الأمر الذي زاد من فجوة التباعد الإيراني العربي. فكيف وظّفت القوى الخارجية الأقليات العربية في إيران سياسيًا؟ وما هو أثرها على العلاقات الإيرانية العربية؟
تعدَّد المنهج المتبع في هذه الدراسة ليحيط بكل جوانب الموضوع، فتنوع بين المنهج التاريخي والمقارن والوصفي التحليلي وكذا منهج دراسة حالة. أما أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة فتتضمن، أولًا، إن الأقليات العربية وحراكهم يشكل نقطة ضعف النظام الإيراني الحالي، حيث فشل هذا النظام في احتواء الانفجارات الاجتماعية وحصر الاحتجاجات، عبر تبني الإصلاحات الهيكلية التي يطالب بها سكان المناطق العربية والتي تحولت بعد ذلك إلى مطالب انفصالية. ثانيًا، إن دول الإقليم لعبت دورًا في تحريك القومية لتأجيج الشارع الإيراني في الأحواز وكان ذلك عبر الدعم السياسي والمالي، بذريعة حماية روابط الانحدار العرقي والقبلي للأحوازيين مع الدول العربية المجاورة. ثم ثالثًا، سياسة إيران في المنطقة العربية، والتي تدعو إلى التدخل سواء المباشر أو غير المباشر، وهو ما حمل هذه الدول على المعاملة بالمثل ونقل الصراع من الخارج إلى الداخل الإيراني. وأخيرًا، فإن الحراك العربي سواء الهادئ أو العنيف شكّل فرصة لإيران للتدخل وتطبيق مشروع تصدير الثورة الإسلامية بأبعادها المختلفة في مسارح سوريا واليمن، مما زاد من تعقيد وتوتير العلاقات مع الدول العربية على رأسها السعودية.
المجموعات
- 2019 - Volume 1 - Issue 1 [11 items ]