زعموا أن سوسير بنيوي
الملخص
ننطلق في هذا البحث من فرضية تقضي بأن سوسير ليس بنيويا، وبأن عمله يندرج في سياق تأسيس لسانيات عامة تحيط بالظاهرة اللغوية بما يلزم من احتياطات منهجية وتصورية. وتستند هذه الدراسة إلى مجموعة من العوامل المرتبطة ببرنامجه البحثي وبالأسس الفكرية التي يمتح منها، وبحجج مستمدة من بنية عمله في تمامه، وبفهم نظام الثنائيات وعمله وتوظيفه في السجال السوسيري، وطبيعة اللغة المعقدة والمتأرجحة بين النظام والفوضى، ونوعية المناخ الفكري ومميزاته، وخصوصيات نشر أعماله، وتناسل التأويلات والقراءات المتدافعة العائدة إلى خلفيات فكرية وإيديولوجية. وقد التمسنا لهذه الدراسة مسارا تحليليا شموليا ونقديا أقدرنا على تأكيد رأينا القاضي بأن سوسير كان وراء تأسيس كل المدارس اللسانية، وأن النزوع إلى القول بأنه أب البنيوية بسبب الأولوية التي يعطيها للسان على حساب الكلام مردها إلى الرغبة في تأهيل البحث العلمي باعتماد منهجيات ملائمة. إن التقسيم الإبيستيمولوجي بين اللسان والكلام الذي أحدثه سوسير هو عمل غير تفاضلي، وإنما هو عمل منهجي يؤسس لممارسة علمية تعالج وقائع اللسان والكلام معا، ويستشرف استواء النظام اللساني واستقراره وتصليبه، لأنه الشق الذي لم يحظ من قبل بالتركيز المطلوب والتحليل الشمولي.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/12902المجموعات
- اللغة العربية [129 items ]