كلية النفس تأصيلا وتفعيلا: المجتمع القطري انموذجا

Abstract

هدفت هذه الدراسة لبيان عظمة هذه النفس، وك ا رمتها عند الله وما أحيط بها من تشريعات وأحكام، تبين منزلتها، وتضمن سلامتها، من خلال الإحاطة بالجوانب المادية والمعنوية لكلية النفس وتفعيلها من منظور مقاصدي، إضافة إلى الوقوف على التدابير الوقائية التي أقامتها الدولة والمجتمع في قطر لتفعيل رعاية كلية النفس. وتكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها لأعظم كليات الشريعة وأجلها، ألا وهي كلية النفس، وذلك من منظور مقاصدي، كما تقف على أساليب المجتمع القطري في رعايته للنفس البشرية وقفة مقاصدية، وكل ما يضمن سلامتها، من حيث الأعراف والتقاليد. أما أبرز تساؤلات مشكلة الدراسة فقد تمحورت في معرفة مدى تفعيل مقصد كلية النفس في الشريعة الإسلامية بتطبيقاته المعاصرة في المجتمع القطري؟ وقد تكونت هذه الدراسة من مقدمة وثلاثة فصول، منها فصل تمهيدي يحوي مدخل عام للتعريف بمقاصد الشريعة الإسلامية وكلياتها وأقسامها وترتيباتها، ثم الفصل الأول حيث تضمن التأصيل الشرعي لرعاية كلية النفس، فيما تناول الفصل الثاني تفعيل رعاية كلية النفس وتطبيقاتها المعاصرة في المجتمع القطري، والفصل الثالث والأخير تطرق إلى تفعيل والعادات المؤثرة في رعاية كلية. النفس، وتطبيقاتها من حيث العادات النافعة والضارة والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة والمجتمع لحفظ النفس. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن مقصد حفظ النفس في الشريعة الإسلامية تتجلى من خلال منظومة قيمية وتشريعية واسعة حفلت بها وأكدتها العديد من النصوص والتشريعات، كما أن الإسلام شرع أفضل الطرق وأنجع الوسائل لحفظ كلية النفس ومنع الاعتداء عليها، حيث لم تبق وسيلة للحفاظ على كلية النفس من جانبي الوجود أو العدم إلا ونادى بها وحث عليها وألزم العمل بها، وأن الدولة في قطر قد سنّت الكثير من التشريعات والقوانين اللازمة لرعاية كلية النفس والحفاظ عليها انطلاقا من التشريع الإسلامي. وفي ضوء نتائج الدراسة فقد قدمت توصيات تؤكد ضرورة الاهتمام الرسمي بوضع المزيد من القوانين والتشريعات اللازمة لحفظ كلية النفس ورعايتها على غرار إقامة المؤتمرات والندوات من قبل الجهات ذات الاختصاص- لبيان مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بكلية النفس حماية حقوق الإنسان قبل مجيء القانون الوضعي القاصر، وتوعية المجتمع بأهمية تنمية النفس والابتعاد عن كل ما يضرها.