السياق و أثره في فهم السنة النبوية
الملخص
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى تكفل بحفظ السنة، كما تكفل بحفظ القرآن، باعتبارها بيانه، قال تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ القيامة[17]فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ القيامة[18]ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ القيامة[19]). ومن مقتضيات هذا الحفظ الاستمرارية والخلود، وهي في هذا ملازمة للقرآن الكريم، في خلوده وحفظه، وكذا في صلاحية السنة لكل الأزمنة والظروف، وقابليتها بالتالي لتجدد الفهم، باعتبار ذلك لازما من لوازم الخلود، والصلاحية للاجتهاد والاستنباط، ولا شك أن هذا يترتب عليه الحاجة للتجديد، وبنفس القدر الحاجة إلى المقاربة والتسديد وفق الأصول المنهجية المعتبرة، في الإثبات والنظر والاستنباط لكل رواية من روايات السنة النبوية، وهذا هو دور الأمة- الذي كلفها الله به- في حفظ السنة النبوية والتعامل معها، فمما يتمم الفائدة ويحسّن الناتج الاجتهادي، السعي لتحصيل متطلبات التجديد، مع الحفاظ على ضوابط الفهم السّديد. والبحث في السياق وأثره في فهم السنة النبوية يأتي ولا شك في إطار المزاوجة بين الحدين( ضوابط الفهم السديد ومتطلبات التجديد)، إذ يلحظ الباحث أن النظر في السياق يغيب في حالات كثيرة عن محاولات الفهم المعاصرة للسنة النبوية، مما يشكل تجاهلا لأحد أصول الفهم المنهجية المعتبرة ،التي أشار إليها العلماء المحدثون والأصوليون واللغويون على السواء ،وقد نتج عن هذا التجاهل والتجاوز غير المنهجي، العديد من التفسيرات المشوهة للأحاديث النبوية، مما حال بين السنة النبوية وأداء دورها الفاعل في الاجتهاد المعاصر، جنبا إلى جنب مع القرآن الكريم، باعتبارها المبين والموضح والمفصل له. والبحث في السياق وأثره في فهم السنة مرتبط من حيث النتيجة، بالبحث في الإطار الكلي لمنهجية التعامل مع السنة". حيث إنه عنصر من حزمة عناصر لا بد من مراعاتها جميعا عند التعامل مع السنة إثباتا أو نفيا وفهما وتنزيلا على الواقع .
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17450المجموعات
- القرآن والسنة [80 items ]