أثر ضغط الثقافة الغالبة على المفاهيم: الجهاد والإرهاب نموذجا

Abstract

ن أكثر عرضةً للهجومِ من غيرها، مثل مفهومِ الجِهاد، وذلك في ظِلِّ نداءات العالمِ الحديثِ بالتنديدِ بالإرهاب، إلى درجة تمَّ زحزحة تلك المفاهيم فيها عن موضِعِها؛ بل ليس من قبيل المبالغة أن تصلَ هذه الزحزحة إلى درجةِ الإحلال، فيلتبس الأمر تارةً على الباحثين، وتارة أخرى على القارئِ أو طالبِ العلم، لذلك يهدفُ البحث إلى التطرُّقِ إلى عاملٍ جوهريٍّ مهم، وهو عنصر الثقافة الغالبة وأثره على المفاهيم، حيث إنها تعمل على تشكيلٍ الفكرِ والوعي والإدراك، فتتداخل المفاهيم إلى الدرجة التي تجعلُ الباحث أو القارئ يبحث عن مخرجٍ منها بإخضاعِ الأصلِ للفرع، فيفقدُ البحثُ مضمونه وقيمته، لذا فإنَّ هذا البحثَ موجَّهٌ إلى القارئِ الواعي، حتَّى لا يكونَ ضحيَّةَ التضليلِ الناتِجِ عن سوءِ الفَهْمِ، ببيانِ حقيقةِ أثرِ الثقافةِ العامَّةِ على المفاهيم الشرعيَّة وفيها نموذج لمفهومَي الجهادِ والإرهابِ، حتَّى يتحرَّى القارئُ الدقَّةَ فيما يمكن أن تتناقله الأقلام وفقَ الأهواءِ أو المؤثراتِ التي تهددُ أصولًا ثابتةً في الشريعةِ الإسلاميَّة، وخلطِها بما لا يمكن أن تلتقي معه على خطٍّ واحد.

مستخدمة في ذلك المنهج التاريخي: بدراسة المفاهيم وقت النشأة، والمنهج الوصفي: بوصف المشكلة محل البحث، والمنهج التحليلي: بتحليل المعطيات المحيطة بالمفهوم وأثر الثقافة الغالبة، وخلصت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج، وأهمها؛ رصد التأثُّر بالثقافة الغربية أو العلمانية وغيرها في كتابات بعض الباحثين كالدكتور خالد محمد، والدكتور الجابري، فالأول عمل على نقض الجهاد كتأثر بالثقافة الغربية (أفعال الكنيسة)، والثاني تأثر بالعلمانية فعمل على وضعها وفق التراث الإسلامي.