النسوية في شعر المرأة القطرية
الملخص
تدرس الرسالة إشكالية هامة نعرضها عن طريق السؤال التالي:
هل عرفت الشاعرة القطرية "النسوية" بوصفها نظرية أدبية من منطلق التمرد والمطالبة بالحقوق لرفض الواقع الاستلابي الذكوري والى أي مدى تمثلت هذه الشاعرة أفكار "النسوية" وطرحتها في نتاجها الشعري؟.
إن ما وجهني لاختيار هذا المجال البحثي؛ هو إدراكي بأن ساحة النقد الأدبي في بلادي مازالت تنشد المزيد من الجهود الاكاديمية المعمقة التي تعني بالتحليل الشامل للبناء الشعري في شكله ومضمونه سعيا وراء تنمية الذائقة الغنية والأدبية فما بحثي في تجليات "النسوية" في شعر المرأة القطرية إلا حلقة في سلسلة البحث الانساني عن المعرفة في أقاليم جديدة لم ينلها مجال بحث سابق في الموضوع نفسه.
وقد اعتمدت في هذه الرسالة على منهجين رئيسيين من مناهج البحث الأدبي وجدت أنهما الانسب لطبيعة المادة المعالجة في هذا البحث وهما:
المنهج الاول: المنهج التاريخي الذي التزمت بتطبيق أدواته الوصفية في إعداد مادة البحث النظرية من خلال تتبع تاريخ النظرية "النسوية: منذ نشأتها الاولى في العالم الغربي ثم انتقال مبادئها إل العالم العربي والوقوف على أهم جهود الرائدات النسويات في العالم الغربي والعالم العربي وصولا إلى مظاهر النشاط النسوي في دول الخليج العربية ومنها دولة قطر.
المنهج الثاني: اخترت أن يكون ذا طبيعة حديثة ومرنة تتناسب مع طبيعة النصوص النسوية بثرائها وكثافتها فكان أن استعنت ببعض الادوات المستمدة من نظرية القراءة والتلقي فقد كانت الانسب بما تحمل من إمكانيات أفق التوقع لباحث في مجال النسوية يهدف إلى الكشف عن تجليات وسمات الخطاب النسوي فيما يقارب من نصوص شعرية.
وأما عن أدوات البحث المستخدمة فبالإضافة لما كان من اتصالات بالشاعرات استعنت بأداة
أخرى تطلبها البحث العلمي وهي استبانة صممت لاستجلاء رأي الشاعرات فيما يخص انوجاد النسوية ومدى تمثلها في قصائدهن ، واستطلاع وأيهن فيما يخص سمات الخطاب النسوي المميز لتجربة الأنثى.
وقد كشفت الدراسة في نتائجها أن الشاعرة القطرية استلهمت من النسوية كثيرا من ملامحها الخاصة في المضمون وفي السمات الغنية إلا أنها نسوية خلت من ووح التمرد ولبست في كثير من وجوهها خصائص الانوثة المتسمة بالحياء والخجل والاحتشام فعوضت شعرية الخطاب فيها عن صوت الاحتجاج والرفض النسوي المعهود.
كما أن الشاعرات أنفسهن عبرن جميعا - في الاستبانة التي وجهت إليهن - عن الرفض القاطع لتصنيف أدبهن ضمن التيار النسوي أو غيره من التيارات الأدبية، حيث أجمعن على أن الأدب له طابع إنساني وتصنيفه لا يتناسب مع هذا الطابع الشاسع في امتداده، والرافض لكل تحجيم وتحييز.
لقد دفعني موقف الشاعرات الرافض للتصنيف النسوي مع ما وجدت من ملامح خاصة في نتاجهن تنتمي إلى السمات العامة للنسوية، أن اعتبر أن التجربة القطرية تمثل الوجه الأنثوي للنسوية، فقد جاءت مفعمة بروح المرآة المتزنة، ذات الالتزام كإيجابي نحو نفسها ووطنها بعيدا عن إيحاءات النسوية السالبة القائمة على الرفض والتمرد فكأن الشاعرة القطرية أخذت الجانب الناضج والمشرق من التجربة النسوية فقطفت الثمرة بعد اكتمال نضوجها
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/3228المجموعات
- اللغة العربية [55 items ]