التنامي الحكائي في حكايات السندباد
الملخص
الأصل في الحكاية_ أي حكاية_ أن تتوسع وتنمو تبعًا لمرجعيّتين أو قانونين حاكمين: مرجعية تتعلق بالحكاية نفسها، بِعدِّها بنيةً مستقلة، لها قوانينها الداخلية التي تضبطها وتنظم حركتها، ومرجعية أخرى تتعلق بالحاكي/السارد الذي يحاول أن يدير الحكاية نحو إرادته ومقاصده؛ فوجود الحكاية مرهون دائمًا إلى هاتين القوتين؛ قد تجبر الحكاية حاكيها على اتباعها مرغمًا، وقد يلوي عنقها فتنقاد إلى قوانينه، وربما ناست بين شيء من هذا وشيء من ذاك. وتختلف الثقافات عادةً في طرائق نمو حكاياتها وتوسعها؛ وطرائق سردِها حكاياتِها؛ وقد انشغل كثير من الدارسين في البحث عن تلك الطرائق التي تضبط حركة الحكاية وآليات سردها، وحاولوا أن يقعدوا لها ويضبطوها ضمن أنظمة محددة، فتحدثوا عن الحكاية التي تتضمن حكاية واحدة، وتحدثوا عن الحكاية الإطار التي تتفرع إلى حكايات فرعية صغيرة، وأنشؤوا لذلك مصطلحات تضبط هذه المفاهيم، غير أن أسرار الحكاية وطرائق تناميها وآلياتها السردية لا تزال تخفي أكثر مما أظهرت حتى الآن، ولا تزال تعد بالكثير. تحاول هذه الدراسة أن تتتبع المفاهيم الدالة على توسع الحكاية بأشكاله المختلفة، وفي سبيل ذلك رأت أن مصطلح (التنامي الحكائي) أقدرها في التعبير عن المفهوم المراد؛ لأنه غير مقيّد بشكل واحد من أشكال الاتساع؛ كمصطلح (التوالد) أو مصطلح (التضمين)؛ ولا يلتبس بدلالات حافّة تدفع به نحو حقول معرفية أخرى؛ مثل: مصطلحي (التوالد والتناسل) القريبين من الحقل البيولوجي. كما أن حدود مصطلح (التنامي) الدلالية قادرة على استيعاب أشكال متنوعة من الاتساع، لا تحتملها المصطلحات الأخرى. ولكي تختبر الدراسة ذلك وتثبته رأت أن تعتمد نص (حكايات السندباد) دون غيرها؛ لما تتضمنه هذه الحكايات من أساليب حكائية متنوعة كفيلة بإظهار أنواع مختلفة من التنامي، يجعلها ذات خصوصية حكائية داخل ألف ليلة وليلة نفسها. وبذلك تشكل الدراسة تحدّيًا بحثيًّا من جهتين: التحدي الأول تحد تقني منهجي يتعلق بقدرة مفهوم (التنامي) على استيعاب أشكال التوسع الحكائي المختلفة، والتحدي الآخر علمي معرفي هو التثبت من فرضية استقلال حكايات السندباد ببنية متمايزة.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/33183المجموعات
- اللغة العربية [55 items ]