المنطق الصوري والتجريبي : الجزء الثالث : الملاحظة والتجربة

Abstract

مقدمة أحمد الله رب العالمين. وأصلي وأسلم على ملائكته والمقربين، وعلى آله وصحبه والتابعين الطاهرين أجمعين إلى يوم الدين – آمين يا رب العالمين. أما بعد: فهذه هي الطبعة الأولى لكتابي «المنطق الصوري والتجريبي» ومن المعروف أن الذي وضع أصول المنطق الصوري وقعَّد قواعده وبيَّن مسائله ومباحثه هو الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس، وذلك بهدف صيانة الفكر من الوقوع في الخطأ بواسطة مراعاة قواعده ومسائله أثناء البحث والنظر والتقصي عن الحقيقة. فقد لاحظت حين أسند إليَّ تدريس هذا العلم «علم المنطق» أن الطلاب يعانون مشقة كبرى في فهم المنطق ومسائله وقوانينه وقواعده من خلال المؤلفات المنطقية المتعددة الجامعة بين التطويل والشرح العميق والتوسع وعدم مراعاة المستوى المنطقي للطلاب الذين يدرسون المنطق لأول مرة وبين الشرح الإجمالي. فرأيت أن من واجبي كمدرس متخصص في هذا الفن أن أضع كتابًا فيه يتفق وأسلوب التدريس القائم في أساسه على سهولة الأسلوب وإفادة المعنى المراد من غير تطويل أو تعقيد. وسأعالج بعون الله وتوفيقه في الصفحات القادمة القواعد والمسائل المنطقية بشقيه: 1- المنطق القديم، والذي يسمى بالمنطق الصوري. 2- والمنطق الحديث، والذي يسمى بالتجريبي أو الاستقرائي. وأحاول أن أبتعدَ كليًا عن الجدل المطول حول القضية أو المبحث الواحد، وكذلك الابتعاد عن المقارنات ووجهات النظر الخاصة بالمسألة الواحدة، وذلك لكي نبعد الطالب والدارس بقدر الإمكان عن الجدل والسفسطة، وكذلك لكي نوصلهم أو نجعلهم دائمًا وأبدًا على صلة بالقضية أو المبحث الأساسي الذي قد انطلقوا منه بالبحث والدراسة فيه.. ومن فضل الله العلي الكريم أسأل العون والتوفيق والتسديد، إنه كريم مجيب دعوة الداعي إذا دعاه.