تفسير المدينة المنورة

Abstract

لماّ كان الأمر كذلك فإنّ التدبّر الصحيح النافع لا يحصل ويتحقق إلا بمعرفة معاني الآيات وتفسيرها وما تدعو إليه وتهدف ، ومن هذا المنطلق الهام عزم القائمون بمركز تعظيم القرآن الكريم على تأليف تفسير للقرآن الكريم يحقق المراد جامعاً بين الأصالة والمعاصرة ، وليكون عونا على التدبّر المبنيّ على الأثر الصحيح ومراعاة العصر ومستجداته علماً وواقعاً ، بما يسهم في صياغة حياة الفرد والمجتمع والأمة على هدايته ومنهجه الوسطي المعتدل بأحكامه وحكمه وإعجازه ، والذي يؤثر بدوره في الارتقاء بأحوال الناس وأعمالهم وعلومهم ، وهذا هو المرجوّ والأمل يوم تكاثرت المشكلات وتعددت صور الخلل ، وليس من مخرج إلا هدي القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة . وقد اختير اسم لهذا التفسير يدل على مكان شريف ألف فيه وصدر منه، فيكون المقام مقامين والشرف شرفين، شرف العلوم وهو القرآن الكريم وشرف المكان وهو المدينة مهبط الوحي ودار الهجرة وعاصمة الاسلام الأولى، مدينة الرسول المصطفى صل الله عليه وسلم الانموذج الحي الأمثل لهذا القرآن كما هي الأرض المباركة التي شهدت حياة الرسول الكريم لمن أراد تطبيقه والعمل بهديه فكان الاسم) تفسير المدينة المنورة ( وكذلك تميز هذا التفسير – ولله الحمد والمنّه – بأسلوبه ومنهجه وضوابطه ، فكان الأسلوب مبتكراً يتناسب مع كل فئات المجتمع ويلبّي رغبة المبتدئين والمثقفين وطلاب العلم ، وأمّا المنهج فقد ضبط بخطة جامعة للضوابط التالية : - بيان مقاصد القرآن الكريم . - الاعتماد على الرواية الصحيحة والراجح من الأقوال وترك الروايات الضعيفة والاسرائيليات . - صياغة العبارة الفصيحة في تضمين الأساليب البلاغية والأوجه الإعرابية ، وعند تعدّد أوجه الإعراب يعتمد على الأرجح . - إيراد إعجاز القرآن العلمي والبياني في الفوائد والاستنباطات . - العناية بالاستنباطات التربوية والطبية والفلكية والمستقبلية وعلوم أخرى ، إضافة إلى الفوائد العقدية والفقهية والدعوية والتاريخية والبلاغة دون استطراد وإسهاب . - اعتماد مذهب السلف باجتناب التأويل في تفسير آيات الأسماء والصفات الإلهية . - ترك إيراد الخلافات اللغوية والمذهبية باختيار الراجح من الأقوال ، أو اجممع بين الأقوال الوجيهة.