دور الدولة الاقتصادي والاستثماري مجالته ، وأسسه ، وضوابطه
الملخص
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله و صحبه أجمعين، وبعد:
.فإن إرادة الله تعالى وحكمته اقتضت أن يجعل الإنسان اجتماعيا بطبعه، لا
يستقل عن الآخرين ولا يستغني عنهم. وهذا الاجتماع قد ينشأ عنه خلافات بين الناس وعداوات ، وقد يقع معه ظلم من فئة لأخرى، كما هو شأن الجماعات البشرية دائما، وهناك أعمال وأمور تحتاج إلى أهلية وصلاحية لإقامتها لدفع أضرار الفوضى، ولذلك كان لا بد من هيئة أو سلطة تقوم بتدبير أمور الناس، و تمنع الظلم والعدوان، وتؤدي الحقوق إلى أصحابها، وتمنع الفوضى. وقد تطورت هذه الهيئة أو السلطة حتى ظهرت بصورة (دولة) بالمفهوم المعاصر.
فالدولة تعتبر مرحلة من مراحل تطور البشرية في طريق التنظيم، وهي ليست غاية في ذاتها، وإنما هي وسيلة لتحقيق غاية هي إسعاد البشرية، والقيام على النظام ء واستقرار أحوال الناس في الدنيا، و العمل على الالتزام بالنظام أو الشرع.
والدولة الحديثة ليست المرجلة الأولى لتطور البشرية، فقد انتظم الأفراد قبل وجود الدولة في مجتمعات سياسية، كالقبيلة والشعب والإمبراطوريات والممالك الإقطاعية ونحوها من الأشكال التنظيمية.