من أسباب ظهور الفلسفة الأوربية الحديثة : تجليات القصور الفلسفي و العلمي و الروحي لنظرية الإكيلورس في أوربا العصور الوسطي : قراءة تاريخية تحليلية مختصرة
الملخص
ثمة أسباب موضوعية أظهرت إلى حيز الوجود ما سماه مؤرخو الفلسفة بالفلسفة الحدية (فسلفة القرنين 17و18) التي منعت الحضارة الغربية الماثلة بل ومازالت "الفلسفة المعاصرة" لم تتجاوز "اطروحات" الفلسفة الحديثة التي انفلقت إل مدرمتين رئيستين (العقلية Rationalism والتجريبية Empiricism)، كلاهما يقود إلى نتيجة واحدة وهى ما يعرف في عالمنا الاسلام بـ (العلمانية secularism) ، وتلك قصة لن نناقشها هنا.
في هذه الورقة المختصرة استعرضت وحللت - ما رأيته - أحد .هم أسباب نشأة الفلسفة الحديثة، من خلال أهم معالم الحياة الفكرية لما عرف في تاريخ أوربا بالعصور الوسطى أو المظلمة أو ما سماه - ويل ديورانت 1885- 1981 (بعصر الايمان The Age of Faith). عصر الإيمان هو الحقبة السابقة لحقبة الفلسفة الحديثة بل السابقة لما عرف بعصر النهضة (Renaissance) الأوربية. والنهضة هي المدخل إلى الفلسفة
الحديثة من حيث أنها كانت المقدمات الفكرية المزيلة لما قبلها، أعني الفكر الذي قام على نظرية "الاكيلورس". والمصطلح "إكيلورس clerics =" يعنى رجال الكنيسة.
اتبعت في تتبع وانتقاء نقاط هذه الورقة منهجا تاريخيا تحليليا مختصرا أوصلني إلى نتيجة مذهلة مفادها أن الإكلورس - باعتباره نظرية لفهم وتفسير وتطبيق الدين- كان جادا في طبع الحياة كلها بطابع دين استنبطه رجال أشداء آمنوا بما استنبطوا ثم سعوا - بجد وهمة- في تطبيقه في جميع شعاب الحياة. وقد اخترت دراسة الفلسفة والعلم والفن والرهبنة جوانب رايتها تعبر عن الحياة الروحية والعملية لتلك الحقبة. المدهش فقد وجدت نتيجة التطبيق ممكنة من ناحية - غض النظر عن كلفتها في الحياة- ومذهلة من ناحية أخرى وذلك بالنظر للمحاولة الجادة ونتائجها على الأرض. والفائدة التي خرجت بها أن الدين - باعتباره نظرية مستنبطة من نص مقدس- تطبيقه في الحياة غض النظر عن سلامة الاستنباط أو سلامة النص المستنبط منه.