فوضى المصلحات الثقافية المعاصرة : المظاهر، الأسباب، الآثار و موقف الفكر الإسلامي تجاه ذلك
الملخص
تشكل المصطلحات لغة عالمية وقاعدة مشتركة بين المتحاورين للوصول إلى التفاهم الحضاري، وتكمن أهمية المصطلحات في حالة العولمة الراهنة للهموم والقضايا الإنسانية العالمية، كما تحتل هذه المصطلحات حيزا كبيرا من محاور الاتفاقيات والقوانين الدولية؛ وتشير كثير من المصطلحات المعاصرة في مجال الحقوق والقانون والدراسات الانسانية بعامة إلى مفاهيم واسعة جدا ومتناقضة أحيانا، ولا شك أن هذه المسألة أصبحت تشكل اليوم قضية شائكة وإشكالية كبرى في عالم الفكر؛ حيث تعولمت المصطلحات وتنازعتها الثقافات، حتى لا تكاد تخلو قضية من القضايا الكبرى ذات الشأن العالمي من جدل حول بعض المصطلحات والمفاهيم، كالحرية والثورة والارهاب والحقوق، وفي هذا البحث مقاربة للوقوف على مفهوم الفوضى في المصطلحات المعاصرة وأنواعها وأسبابها وآثارها ثم موقر الفكر الاسلامي منها على وجه الخصوص. وقد حددت الفوضى بعدد من الأمور تخالف الضبط الواجب في المصطلحات وقسمتها على نوعين من جهة الدلالة ومن جهة النوع، وبينت أبرز أسباب هذه الفوضى من وجهة نظري وآثارها المترتبة عليها، ثم أفردت موقف، الفكر الإسلامي من فوضى المصطلحات والمتمثل في التأسيس والتوليد ثم الضبط والتحرير وأخيرا واجب النشر والتدويل والتعميم، مؤكدة على أن عملية ضبط وتوليد المصطلحات والمفاهيم الإسلامية هي وجه من وجوه حضورنا الفكري في العالم أو غيابنا عنه، وهي مسألة بين الوعى، واللاوعي لأن المصطلح الإسلامي من أهم الرموز الثقافية الدالة على خصوصية الأمة الإسلامية، وهو أحد المكونات الأساسية لهويتها الحضارية.