مستقبلنا ما بعد الإنساني : آثار الثورة التكنولوجية الحيوية
الملخص
يهوى فرانسيس فوكوياما رسم اللوحات الفكرية الكبيرة الحجم. وقد أصبح فوكوياما عالم الاجتماع وخبير مؤسسة راند نجما لامعا في سماء الفكر على المستوى العالمي عام 1989 عندما نشر مقاله الذائع الصيت "نهاية التاريخ" والذى أعاد نشره موسعا في كتاب عام 1992 . وقد ذهب فوكوياما في هذا العمل إلى القول بأن الديموقراطية الليبرالية قد تمثل نهاية التطور السياسي للمجتمعات البشرية وبخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. وقد دعم فوكوياما من سمعته كمفكر من المستوى العالمي بعد ذلك بنشره كتابا هاما أخر أثار لغطا كبيرا حوله بعنوان "الثقة" وهو الكتاب الذى انطلق فيه من مفهوم رأس المال الاجتماعي الذى يعتبره لصيق الصلة بمفهوم الثقة، غير أنه وسع من نطاق مفهوم الثقة الذى تنهض عليه العلاقات الشخصية والاسرية وطبقه على المؤسسات المجتمعية الوسيطة مثل، الكنيسة والمنظمات الطوعية والاتحادات العمالية وشركات الأعمال. ثم عاد فوكوياما في عام 2000 لينشر كتابا ثالثا عنونه "الهزة الكبرى" أخذ فيه على عاتقه عبء تفسير التدهور المفاجئ الذى بدأ في الستينيات - والذي ما يزال قائما - في العديد من المؤشرات الاجتماعية اختص منها ثلاث بالتركيز هي: الجريمة والاسرة والثقة.