سلطان الجمال وذل الهوى في شعر الغزل : دراسة لإحدى ظواهر الغزل في قديم أشعار العرب
الملخص
منذ الأزل، حين أبدع الخالق الكون على مثاله، وجعل الحياة تدب على الأرض، برأ الله الإنسان وسائر البشر، وجعل منهم أزواجا، ودفق في جبلتهم عاطفة المودة والحب. فالحب شعور أصيل، كان مذ كانت الحياة. غير أن من الناس من نظروا إلى هذه العاطفة
النبيلة عبر العصور نظرة حذر وريب، حتى إن بعضهم عدها من قبيل الرجس ورأى فيها نزعة آثمة ينبغي على المرء قهرها والتطهر منها.
ومع ذلك ظل الحب قرين الحياة، يلازم الإنسان ما عاش. يتغلغل في أعماقه، وبجري في دمه، ويتجلى على لسانه. وبفضل الحب طاب العيش، وغدا للحياة معنى. وكان من ذلك أيضا فن رفيع وشعر بديع. والغزل فرع زاك من دوحة الشعر الوارفة، ما زال يملأ النفوس المرهفة منذ غابر الأزمان، ويفعمها بأحاسيس عارمة من الحب والوجد، والبهجة واللوعة، والوصال والهجر.