موسوعة المعلومات القطرية

Abstract

لقد أثبتت التجارب والدراسات أن نهضة المجتمعات وتنميتها تستجيب ، في غالب الأحيان ، إلى مؤشراتها الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والعلمية والتقنية. فالمجتمع، لكي يحافظ على هويته ويلعب دوره الحضاري ويشارك في صياغة علاقاته ويخطط لمستقبله بروية واضحة وفكر ناضج ووعي وإدراك ، عليه أن يتزود بالمعارف والمعلومات التي تثري منزلته العلمية والإنسانية التي تقتضيها مسالك التخطيط والتنمية المستقبلية . وإذا قلنا بأننا نعيش في هذا العصر تحت سلطان العلم والتقنية والمعلومات فإنه لابد من أن نحسن التفاهم مع هذا السلطان ، إذ دون ذلك يستحيل العيش في عصره . ولا يختلف اثنان حول أهمية العلم والثقافة والمعلومات في تشكيل خلفية الإنسان عامة ، وبخاصة في هذه الحقبة من التاريخ المعاصر التي امتازت بالانفجار التقني والمعرفي . واستجابة لتراكم المعرفة وتشعبها الذي طال كل مجال برزت الأهمية الماسة لوجود الموسوعات بشتى أشكالها وأحجامها وأنواعها ومجالاتها . فالموسوعة تعد بحق قاعدة وركيزة علمية وإنسانية وأدبية تسهم في البناء الحضاري للدولة ، وتعبر عن اهتمام المجتمع بتراثه الفكري والعلمي وبعده الحضاري والإنساني . ومن أجل هذا أردنا أن يكون للموسوعة القطرية دورها المتميز في تشخيص تراث قطر وتاريخها وماضيها، واستعراض واقعها الحاضر، وتشخيص مشكلاتها ، واستشراف آفاقها المستقبلية. ومن هذا المنطلق ولدت فكرة إصدار موسوعة المعلومات القطرية في كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر. فالموسوعة هذه تأتي ترجمة لكثير من التوجهات والأهداف التي تسعى الى رقي الآداب والفنون ، وتقدم العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ، وتوسيع حدود المعرفة واستشراف المستقبل . ولما كانت كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية هي مصدر الإشعاع ومنارة الفكر للمجتمع القطري الإنساني ، فإنها قد أخذت على عاتقها تبني هذا المشروع الثقافي الفكري وجعله واقعا مًلموسا . ولابد في هذا المجال أن نقدم الشكر والثناء للأستاذ الدكتور/ محمد عبد الرحيم كافود - عميد الكلية سابقا لًتبنيه هذا المشروع .