الخطاب السردي في رحلتي "الغساني والورداني": مقاربة نقدية في ضوء نظرية ما بعد الاستعمار
الملخص
تصدر هذه الدراسة عن تصوّر يرى أن الخطاب الرحلي يمثل بنية ثقافية متعددة المعارف تستدعي تقديم تصور معرفي يدرج السرد ضمن أنساق الثقافة والمتخيل، ويكشف ارتباطاته ببنيات القوة والرغبة؛ يتحرر السرد على إثره من كونه تمظهرا خارجيًا للخطاب، ليصبح عالمًا متخيلا يعكس صور الذات في ارتباطها بالماضي، وتتشكل فيه التصورات والافتراضات التي تستدعي فهم الحاضر للماضي من جهة وتعزز من فرص استيعاب المستقبل وتأويله من جهة أخرى. ومن ثم، يتمركز خطاب الرحلة، بوصفه ضربًا من السرديات الكبرى في الوعي الثقافي الجمعي، كما أنه خطاب يقاوم السردية القائمة على تنميط صورة الشعوب وقولبتها. وبعبارة أخرى، فإن الدراسة تروم تأكيد أن التمثلات في النص الرحلي تصاغ في فضاء مزدوج ينهض على التألف والاتفاق حينا، وعلى التناقض والاختلاف حينا آخر. ويُفضي هذا الفضاء المزدوج عن فضاء ثالث آخر يفتح آفاقا رحبة نحو الهوية الثقافية، تفصح عن التغييرات والتحولات التي قد تطرأ على التصورات والرؤى التي يُنشِئُها كل شعب عن الآخر . انطلاقا من ذلك، اعتمدت الدراسة على مقاربة رحلتين سفاريتين مقاربة نقدية من منظور نظرية ما بعد الاستعمار وهما : رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690م - 1691م) و (الرحلة الأندلسية (1887م)، وتحليلهما وفق تصور قائم على الكشف عن تقاطع الخطاب الرحلي والسرديات الكبرى في ضوء نظرية ما بعد الاستعمار .
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/51485المجموعات
- اللغة العربية [55 items ]