بلاغة النقد: النص النقدي خارج خطابه
الملخص
بعد أن استوى النص الأدبي كيانًا قائمًا بذاته، تزاحمت حوله القراءات وتنوعت وتعددت فأنتجت ركامًا من الخطابات، لم تقف عند حدود الرسالة ولا الكتاب، بل تعدتهما إلى أشكال خطابية تعد بالعشرات، تحاول كلها أن تمارس قراءتها الخاصة حول النص، فكان أن ظهرت أشكال خطابية لم تنشأ، في أصلها، لتكون ضمن النشاط النقدي، بل نشأت، في الأصل، أشكالًا إبداعية، مثل (المقامة، والرحلة، والسيرة، والقصة، والقصيدة، ونثر المنظوم)، ونحو ذلك من أشكال إبداعية استحدثت لذاتها وظيفةً استثنائيةً، واستخدمت نفسها وسيلةً نقدية، فتجاوز فيها البعد الإبداعي بالبعد النقدي، وترافق فيها الجمالي والعلمي، وتضافر فيها البلاغي بالوصفي، فتشكل خطاب جديد، تحوّل معه النص النقدي، بحكم تلك المواصفات، إلى نص بلاغي. وذلك ما دفعنا إلى القول بـ"بلاغة النقد"، واعتمدناه عنوانا.
هذه المداخلة ستعتني بهذه النصوص، وستشير إلى بعضها باختصار، مثل: (القصيدة، والقصة، والرحلة، والسيرة)، حين تكون حاملةً لمضمون نقدي، ولكننا سنركز بشيء من الإسهاب والتحليل المطلوب، في ضوء نظريات تحليل الخطاب ونقد النقد، على نصٍّ نقدي واحد، هو رسالة ابن شرف القيرواني المسماة "رسالة الانتقاد"، أو "مسائل الانتقاد"، وذلك بهدف الكشف عن خطاب نقدي تراثي أغفله الدرس الحديث.
معرّف المصادر الموحد
http://www.qu.edu.qa/conference/ansaq/magazineDOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/5506المجموعات
- المجلد 1 - العدد 0 - 2017 [5 items ]