الخصائص الشخصية والاجتماعية المميزة لسلوك المستهلك وعلاقتها بترشيد الاستهلاك وتحقيق أهداف التنمية المستدامة- دراسة استطلاعية

Abstract

يتأثر سلوك المستهلك بشكل كبير بالعوامل الشخصية والاجتماعية، والتي تؤثر بدورها على ترشيد الاستهلاك وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إن فهم هذه الديناميكية أمر بالغ الأهمية لتعزيز الاستهلاك المسؤول. ويوضح سلوك المستهلك كيف يتصرف الأفراد والجماعات والمنظمات، وكيف يشترون السلع والخدمات، وكيف يلبي ذلك رغباتهم واحتياجاتهم. "ويمكننا أيضًا تعريفه بأنه السلوك الذي يظهره المستهلكون عند البحث عن المنتجات التي تلبي احتياجاتهم إلى حد ما وشرائها وتقييمها والتخلص منها". وتأسيساً على ذلك، يمكن أن تعيق السلوكيات اللاعقلانية كتجنب الخسارة، وخرافة التكلفة الغارقة، والتأطير الاستهلاك المسؤول، مما يؤثر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتؤدي هذه اللاعقلانية إلى دفع المستهلكين إلى اتخاذ خيارات لا تتوافق مع الممارسات المستدامة على الرغم من الوعي بتأثيرها البيئي. وفي هذا الصدد، نجد أن سمات الشخصية ومنها الانفتاح على الخبرة أو التجربة، والضمير تؤثر على سلوكيات الاستهلاك المستدام. ويميل الأفراد الذين يتمتعون بوعي بيئي أعلى ومادية أقل إلى الانخراط بشكل أكبر في الممارسات المستدامة، مما يشير إلى وجود صلة بين الشخصية وترشيد الاستهلاك. وجدير بالذكر أن المعايير الشخصية والتوقعات الظرفية تؤدي دورًا حاسمًا في تشكيل السلوكيات المستدامة، ويمكن لعوامل مثل قبول السياسات والنشاط البيئي أن تعزز أو تعيق الاستهلاك المسؤول، ونتيجة لذلك نجد التفاعل بين القيم الشخصية والظروف الخارجية مهم لتعزيز عادات المستهلك المستدامة. كما تؤدي العوامل الثقافية والمعرفة البيئية أيضًا دورًا مهمًا في تشكيل نوايا المستهلك وسلوكياته تجاه الاستدامة. إن فهم العوامل الشخصية والاجتماعية التي تؤثر على سلوك المستهلك في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمر بالغ الأهمية لتعزيز الاستهلاك المستدام وتحقيق التنمية المستدامة، حيث أشارت الأبحاث إلى أن سمات الشخصية والخصائص النفسية واللاعقلانية السلوكية تؤثر بشكل كبير على خيارات المستهلك ومواءمتها مع أهداف الاستدامة. وعلى ذلك فإن البحث الحالي يلقي بعض من الضوء على الخصائص الشخصية والاجتماعية المؤثرة في سلوك المستهلك وعلاقتها بترشيد الاستهلاك، وصولا إلى عدد من التوصيات التي تعزز من السلوك المسؤول وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.