مشاركة الشعب في عملية القضاء ما بين النظرية والتطبيق

Abstract

لقد كانت فكرة التمثيل الشعبي في القضاء من النقاط التي تثار بين الحين والآخر في الأوساط القانونية بسبب اتصالها الوثيق بفكرة الديمقراطية ورغبة الشعوب المستمرة في خلق مجتمعات قائمة على العدل والمساواة، ومن أشهر الأمثلة على فكرة التمثيل الشعبي في القضاء منظومة المحلفين؛ بنوعيها المدني والجنائي وإن وجود هذه المنظومة بحد ذاته وعدم اتفاق الفقهاء على أصل تاريخي لها يبرهن لنا على أن فكرة التمثيل الشعبي مغروسة في الوعي الجماعي للبشرية، وأنها ليست حكرا على أمة من الأمم. إن الهدف الرئيس من هذه الدراسة ليس تسليط الضوء على نوع معين من هيئات المحلفين في دولة ما، فنحن نتكلم عن منظومة عريقة لخطت المئات من الكتب والبحوث التخصصية في الحديث عنها، إنما نستهدف تسليط الضوء على إمكانية تبني هذه المنظومة ودمجها في القضاء العربي، وذلك من خلال دراسة هذه المنظومة وتقييمها ورصد آفاقها المستقبلية، بشكل عصري يتناسب مع واقعنا العربي والإسلامي. وفي سبيل تحقيق النتيجة السابقة اتبعنا أربعة مناهج بحثية تمثلت في المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج التحليلي والمنهج المقارن؛ حيث عملنا على وصف هيئة المحلفين بصورة عامة، ليسهل استيعابها لدى القارئ العربي من خلال ربطها بنماذج عربية وإسلامية مألوفة لديه مثل الشهادة في الإسلام، وكذلك عملنا على تحليل هذه المنظومة من خلال تجزئتها ودراسة المكونات الدقيقة لها، ومقارنتها - سواة من الناحية التشريعية أو القضائية - مع النماذج العربية والإسلامية المشابهة لها بالفكرة.