الرسالة الإعلامية في خطابات فرعون في القرآن الكريم

Abstract

لما كان الإعلام من أقوى أسلحة الطغاة في العصر الحاضر، ولأن فرعون يُعد من أشد الطغاة استبدادًا وأكثرهم ذكرًا في القصص القرآني، جاءت هذه الدراسة للكشف عن الرسائل الإعلامية في خطابات فرعون الواردة في القرآن الكريم، من خلال تحليل خطابه الخاص والعام واستخلاص رسائله الإعلامية، مع تسليط الضوء على تناقضاته، وبيان منهج القرآن في مواجهتها . وقد مهدت الدراسة لذلك بتعريف مصطلحات الرسالة والإعلام، والخطاب، وبيان بيئة نشأة الخطاب الإعلامي، ثم استقرأت الآيات التي وردت فيها خطابات فرعون، وحللت مضامينها، وكشفت أهدافها وأساليبها واستخلصت منها الرسائل الفرعونية والتناقضات الكامنة فيها، واستنبطت منهج القرآن الكريم في التصدي لها. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج، من أهمها أن فرعون اعتمد في خطاباته على نموذج الحرب الإعلامية وأهم وسائله التضليل بالإغراء، وغسيل الدماغ، وتشويه الخصم ونشر الشائعات، وإثارة الشبهات، وذلك لتعزيز سلطته وكسب تأييد الملأ والسحرة وإثناءهم عن الإيمان، وقد كشف البحث تناقض فرعون في خطابه، إذ دعا إلى تقديسه، وفي الوقت ذاته طلب المساعدة والمشورة والتفويض وأظهرت الدراسة منهجية القرآن في مواجهة الخطاب الفرعوني من خلال التدرج في التأديب، وبيان أسباب استحقاق العقاب، والتحلي بالحكمة والثبات، مع تقديم نماذج عملية لصمود المؤمنين، مما يعزز مبادئ مقاومة الطغيان بالحجة والإيمان، ويفضح أساليب التلاعب والتضليل التي يستخدمها الطغاة.