استدراكات على النموذج الخلدوني: تطبيق على الحالة التونسية

Abstract

بعد مرور أكثر من عقد على اندلاع ثورات الربيع العربي، وتوفر حجم كبير من المعلومات المكتوبة والمسموعة والمصورة وعقد عدد كبير من المؤتمرات والفعاليات حول موضوع الثورة في بلداننا، وحالة الفوضى التي خلفتها على المستوى الاجتماعي والسياسي ومزيد من الغموض الاقتصادي - على الأقل لدى الباحث في هذا الشأن لا نزال نبحث عن النموذج الناظم لهذه الثورات، والذي يمكنه أن يسعفنا في تفسير أحوال شعوبنا اليوم وقانون تبدل الحكم في بلداننا. إذ لا يمكن توقع مستقبل الأوضاع في غياب القدرة على تفسير ما حدث ويحدث في عالمنا العربي والاسلامي. ويأتي بحثنا هذا مركزا على الحالة التونسية كونها منطلق الثورات العربية، وإمكانية أن تكون مقدمة مناسبة لاستنطاق نموذج العصبية الخلدوني الذي يمكن أن تكون الحالة التونسية محكا جديا له، وهي فرصة مهمة لاختبار التراث الخلدوني والانتقال به من موقف النص المقروء إلى النص الذي نستمد منه أدوات قراءة واقعنا، تحقيقا للتواصل مع التراث العربي الإسلامي تواصلا توطينيًا يُعين في حل مشكلاتنا الراهنة، مما يمكن من تبين مدى كفاية النموذج الخلدوني لحل مشكلاتنا المعرفية والواقعية اليوم، أو مدى حاجته للاستدراك الذي يحدثه ويُطوّره ويستكمله، ليتحول إلى نموذج يوافق زماننا بما يفرضه واقعنا اليوم من أبعاد ربما لا تكون متوفرة في زمن ابن خلدون.