شعرية المصطلح الصوفي من بنية التآلف إلى بنية التضاد
Abstract
لا يمكن فهم الإشكالية الاصطلاحية الصوفية، بمعزل عن فهم الجهاز المفاهيمي للتصوف، أو وعي بنية نظامه المعرفي، الذي يتحدد بمجموعة من التصورات، بدونها يستحيل التواصل مع هذا الخطاب، كما أنه وبدون وعي خصوصية هذا الخطاب وبنيته المفارقة، فإن الحديث عنه يُعدُّ ضربا من الفذلكة الكلّامية، وترفا فكريا، و فضلة من القول التي لا تنتظم على نسق دلالي.
ولعل العلاقة بين الكلّمة في اللغة، وما تشير إليه في المتعيّن المحسوس، مرتبطة بما ترسّب في الوعي الجمعي من دلالة، فتحدد هويّة الموجودات المحسوسة من خلال الدوال التي تشير إليها، و بذلك ستظل إشكالية المصطلح تفرض نفسها، خاصة في علاقة اللغة بالمعاني المجردة أو اللطائف؛ إذ تتسع الهوة بين الدال والمدلول ما يجعل المتصوف يخاتل اللغة، بل يظل دوما في مراوغتها ومغالبتها، وتظل معها عملية الكشف مجرد مقاربة لاستهلك اللطائف ولا تستنفذها؛ لأنّ معاني اللطائف لا يضبطها حدّ، ولا يحصرها لفظ .
ولذلك تتراسل المتناقضات وتتزامل المتضادات وتتوحد المتنافرات، على غير ما هو معهود في الخطاب المعياري. وهذه المتناقضات تفرض على الصوفي إعادة بناء اللغة من جديد، وفق مما يفرضه العرفان. وبنية نظامه المفارق. فيسقط من اعتباره، ما يسمى بالتضاد اللغوي، بل يحيل–أحيانا- ذلك التناقض إلى ترادف ومبرر. وعلى هذا الوعي الإشكالي فان اللغة الصوفية تحيل إلى ذاتها، و تبني عالمها الخاص، من خلال ما تحيل إليه من معان ليس لها معادل موضوعي، مما ما يضفي عليها سمة المفارقة الشعرية، وهو ما تحاول هذه الدراسة مقاربته.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/6814Collections
- 2018 - Volume 2 - Issue 1 [10 items ]