التكامل النفسي والاجتماعي لدى المواطنين الكويتيين أثناء فترة الاحتلال العراقي
Abstract
كان العدوان العراقي على الكويت في أغسطس 1990 فبراير 1991 بمثابة كارثة مجتمعية شابة، يتطلب التعامل معها تكاملاً نفسياً واجتماعياً من أجل الحفاظ على الوجود الاجتماعي ومواجهة التهديد، ولما كان مثل هذا التكامل يلقي الضوء على أهم خصائص الشخصية الوطنية الكويتية، فإن الدراسة الحالية استهدفت بحث مظاهر التكامل النفسي الاجتماعي لدى المواطنين الكويتيين أثناء فترة العدوان العراقي. واعتمدت الدراسة على إطار نظري بحيث تم تحديد مؤشرات التكامل التي ستخضع للبحث، وارتكزت الدراسة على خطة منهجية تناسب الهدف منها، كما استخدمت استبانة مقننة وتم إجراء مقابلات مع عينة عشوائية قوامها (200) مفردة من المواطنين الكويتيين ذوي العشرين عاماً فاكثر. وتؤكد النتائج التي توصلت إليها الدراسة عمق التجسيد العملي للتكامل النفسي الاجتماعي في المجتمع الكويتي أثناء فترة الاحتلال، ويتمثل ذلك في التعبير عن الانتماء إلى الوطن، عدم تأثير الاختلافات المذهبية أو العرقية على العمل الجماعي الهادف إلى المؤازرة والتساند لمواجهة صعوبات الحياة، ثم مشاعر التعاطف والتواد والثقة المتبادلة، غلبة الإحساس الجمعي والاهتمام المشترك حيال القضايا والمشكلات الناتجة عن الاحتلال، قوة وعمق التواصل داخل المجتمع رغم القيود التي فرضتها قوات الاحتلال العراقية. لقد كان التكامل النفسي الاجتماعي في إطار مواجهة مشتركة ضد تهديد وخطر خارجي تمثله رموز العدوان وقواته، ويفسر هذا التكامل في ضوء الاعتزاز بالهوية الوطنية، والإحساس المشترك بالخطر مما يدفع الجماعة إلى الاتحاد لمواجهته، بالإضافة إلى الخصائص النفسية والاجتماعية التي تكونت في الشخصية الكويتية وترسخت في أعماقها على مر السنين.