عوالم متداخلة، عوالم متجاورة : الالتباسات الثقافية بين الأنا والآخر في رحلة ابن فضلان الى بلاد الشام -
الملخص
Ahmad Ibn Fadlan's journey from Baghdad through the lands of the Turks, the Khazars, the Saqaliba, the Baskirs, the Rus and then up to Scandinavian countries (or the Northmen), in the tenth century (AD 922), unveils the true nature of the perspective which an Arab Muslim traveller, an emissary of the Caliph of Baghdad (Al-Muqtadir), had about religion in general and I slam in particular, Heading north and instead of influencing others and teaching them about Islam, he himself was bewitched by paganism. In fact, the journey is a very important textual revelation about the perspectives that these different and diverse cultures reveal about each other in the Middle Ages. The whole travel then seeks the need for human intervention, so that cultures and societies could be brought together in order to remove any misunderstandings. تندرج بعثة ابن فضلان إلى بلاد الشمال التي أمره بها الخليفة العباسي المقتدر في مطلع القرن الرابع الهجري ( - العاشر الميلادي ) ضمن البعوث التي اعتاد الخلفاء المسلمون إرسالها إلى الممالك القائمة في عصورهم لأسباب دينية وسياسية اقتصادية . وما تميزت به رحلة ابن فضلان الذي كان المرشد الديني لبعثة سياسية أرسلت من البلاط العباسي إنها تضمنت أول وصف مباشر ومفصل وعميق للأحوال ألبشرية والجغرافية والدينية لمجموعة من الشعوب كالصقالية والخزر والترك والروس (وفي بعض الطبعات الشعوب الاسكندنافية) . فقد اخترق ابن فضلان دار الإسلام من بغداد إلى ما وراء خراسان ، ثم بلغ جنوب البلاد الروسية وأبحر في نهر اتل (= الفولغا ) وتوغل في مجاهل أرض نائية لم يصل إليها أحد من المسلمين قبله . ونظرا لاضطراب النصوص وضياع بعضها فمن الصعب الجزم بالمكان الذي وصل إليه في اخر المطاف . كما لا يعرف أي شيء عن عودته سوى إشارة ياقوت الحموي من أن رحلته كانت معروفة في عصره ، وأنه نقل منها أجزاء في (معجم البلدان ) . على أن الأمر الجدير بالاهتمام هو المنظور الثقافي الذي قدم من خلاله ابن فضلان شعوب الشمال الوثنيين أو شبه الوثنيين ، فقد كان ينطلق من تلك الفرضية العقائدية التي كانت سائدة طوال القرون الوسطى، وهي : تقسيم العالم إلى ثلاثة أقسام : دار الإسلام ، ودار العهد ( = الصلح ) ودار الكفر. وفقا لرؤيته العقائدية فقد كانت شعوب الشمال في ضلال . والبحث يعني بسوء الفهم الذي تدفع به تصورات خاصة عن "الذات" و "الآخر" ويحاول ان يحلل النتائج المترتبة على ذلك.