عنصر المنبر في العمارة الإسلامية حتى نهاية العصر المملوكي بين الوظيفة والرمزية
الملخص
يركز هذا البحث على ثلاث نقاط رئيسة :
أولاً : يناقش هذا البحث أمل واشتقاق المنبر في العمارة الإسلامية المبكرة، حيث إن هناك عدداً من الباحثين الغربيين أمثال بيكر، لامنس، كريزويل . . وغيرهم قد تناولوا هذا الموضوع وخرجوا باستنتاجات أن هذا العنصر العماري، شأنه شأن العناصر المعمارية الأخرى، كالمأذنة والمحراب، ذو أصول مسيحية قبطية وأنه يعود إلى فترة ما قبل الإسلام.
ثانياً : يناقش هذا البحث بعض المعلومات الهامة ذات العلاقة بالموضوع الواردة في المصادر التاريخية والأثرية مثل ابن دقماق، المقريزي، السمهودي . . وغيرهم، ونتائج التنقيبات الأثرية التي قام بها الأثري كويبل في سقارة في مصر، حيث إن هذه المصادر قد أسيء، تفسيرها والاقتباس منها بقصد أو بغير قصد.
ثالثاً : يناقش هذا البحث عدداً من الصادر الأدبية خاصة دواوين الشعراء مثل الفرزدق، جرير، ابن قيس الرقيات وغيرهم والتي ألقت بعض الضوء على الدور الذي لعبه
المنبر في الحياة السياسية والدينية في العصر الإسلامي المبكر: وذلك على عكس ما خرج به هؤلاء المستشرقون من استنتاجات من أن المنبر في العصر الإسلامي المبكر كان ذا هدف سياسي بحت ولم يصبح له الأهمية الدينية إلا في العصور الإسلامية المتأخرة.
لذلك نخلص من ذلك إلى القول بأن المنبر ومنذ بداية وجوده في المسجد يرمز إلى السلطتين الدينية والسياسية، واللتين لا يمكن الفصل بينهما ، حيث إن الخليفة يمثل هاتين السلطتين معاً.