الشعر وبعض المتغيرات السياسية المعاصرة في منطقة الخليج العربى
الملخص
تبدأ المتغيرات السياسية المعاصرة التي يعنيها هذا البحث إثر وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، المفاجئة، عام 1970 حيث وجد الوطن العربي نفسه في فراغ سياسي كبير.. فبادر كثير من القادة العرب لملء هذا الفراغ، وكان أكثرهم طموحا لذلك صدام حسين، فرفع لواء القومية العربية، والوحدة العربية وتحرير فلسطين، إلى غير ذلك من شعارات قومية كانت تلهب الجماهير العربية، ثم كان أن أشعل نار الحرب مع إيران.
وصورة الإعلام العراقي في صورة البطل القومي والزعيم المنتظر الذي يمكن أن يملأ الفراغ السياسي والقومي الذي تركه موت الزعيم جمال عبد الناصر. وكانت بعض الانتصارات العسكرية، على ضآلتها، أداته إلى ذلك، وقد جسمها الإعلام العراقي، إلى أبعد حد ممكن، وخاصة بعد انتصاره في المعركة التي أطلق عليها اسم معركة القادسية، وعلى نحو يبدو معها صدام نسخة تاريخية أخرى من خالد بن الوليد.
وكان طبيعيا أن يهلل له كثير من الشعراء العرب، ولا سيما شعراء الخليج، الأمر الذي انتهى- دون إطالة- بصدام إدي أن يمثل صورة البطل المنقذ والمخلص من المخيلة الشعرية المعاصرة، وتحولت معه بغداد- في تجمعات المربد السنوية- إلى كعبة للشعراء العرب عامة والخليجيين خاصة.
غير أنه ما إن توقفت الحرب العراقية الإيرانية سنة 1988- بعد مئات من آلاف الضحايا- دون نتيجة تنظر- سرعان ما انكشفت الأقنعة المزيفة، والقومية والبطولية التي كان يرتديها صدام. وفوجئ العرب والعالم أجمع بقيامه بغزو الكويت فجأة فجر الخميس الأسود 8/2/ 1990. بين ذهول أهل الكويت والعرب أجمعين والعالم كله فإذا ببغداد، مدينة الأمل، تخيب الظن، وتضرب الأماني العربية، وترجع بالحلم العربي منكسرا جريحا، بعد اجتياح الكويت على يدي الفارس (صدام) في اليوم الثاني من أغسطس ويأتي هذا البحث خطوة على طريق الدراسات الأدبية والنقدية المتعلقة بمحنة الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم.