البلاغة البصرية للجناس القرآني في منظور الخط والزخرفة الإسلامية
الملخص
البحث محاولة جديدة يهدف إلى الكشف عن جماليات فن بلاغي بديعي مصطلح عليه عند البلاغيين بفن الجناس ومصنف ضمن الفنون البديعية الإيقاعية.
إن جماليات الجناس غير محصورة بالزخرفة القولية (اللفظمعنوية) بل تتجاوز ذلك إلى صعيد الزخرفة الكتابية لتتعانق مع جماليات الخط العربي الذي يمتاز بخصوصيات منفردة بوصفه فنا تشكيليا له أبعاده وطبيعته ووظيفته سواء على صعيد المستوى البصري أو المستوى الذهني.
إن التمظهر الخطي للجناس بكل أشكاله وألوانه سواء كان تاما أو غير تام في بنية النص القرآني يعد أفضل حافز للفنان- الخطاط- للكشف عن جماليات الخط لأن الاعتناء بجمالية الخط مواز لقدسية الحرف فمنه تتألف كلمات القرآن الكريم وهو من أهميته معادل للتجويد، والخطاط يعمل على تجسيد صورة للكلمة أو العبارة وما فيها من معنى وخيال مرئي من خلال انتقاء أنواع الخط والتصرف في امتداد الحروف التي تتشكل منها الكلمات أو الجمل وهي قوام اللوحة العربية الإسلامية. إن اجتماع الحرف والكلمة والجمل بحريتها الإيقاعية ولونها الذاتي تعمل على إيجاد لوحة تتضمن صوتا ومعنى وخيالاً مرئياً.
إن القرآن الكريم تتوزع فيه الصورة التجانسة بأنواع مختلفة تعمل على تبلور الأفكار وترسيم المعقولات في لوحات فنية تقرأ باللسان وترى بالبصيرة وترسم في المخيلة، وتكاد تلمسها الحواس التي تستشعر جمال الإعجاز القرآني للجناس، ومن هذا المنطلق بنى البحث لحمته.