تفسير مرئيات القمر الصناعي " لاندسات " لسبخة دخان غربي قطر ، الخليج العربي
Abstract
تتواجد سبخة دخان على امتداد حوالي 6- 8 كيلو مترا من ساحل خليج سلوى غربي قطر، وهي تحتل منخفضا طوليا تبلغ مساحته حوالي 130 كيلو مترا مربعا من الأراضي المسطحة التي يتراوح منسوبها بين 1.8 مترا إلى 2.8 مترا بالنسبة لمتوسط منسوب سطح البحر. وقد قام الباحثان في هذه الدراسة بتفسير مرئيات القمر الصناعي " لاندسات " التي تغطى هذه المنطقة للتعرف على المظاهر المورفولوجية الرئيسية في هذه السبخة ومكونات المواد السطحية بها في محاولة للتعرف على أصل تكوينها. وقد استخدمت في هذه الدراسة مرئيات أبيض وأسود المسجلة من الماسح متعدد الأطياف (MSS)في المجالات أرقام 4، 5، 7 وكذلك المرئيات المركبة من خلط هذه المجالات معا، كما استخدمت أيضا المرئيات الناتجة من التشريح اللوني لمجال الأشعة الحمراء. وقد اعتمدت الدراسة على التفسير البصري لهذه المرئيات في ضوء المشاهدات الحقلية خلال الرحلات الميدانية المكثفة بالإضافة إلى كل المعلومات المنشورة عن المنطقة.
وقد أسفرت هذه الدراسة عن إمكانية توقيع الحدود الدقيقة لسبخة دخان وتصنيفها- لأول مرة- إلى ثلاثة وحدات مميزة بدرجات ألوان خاصة على مرئيات القمر الصناعي " لاندسات". وقد سميت هذه الوحدات تبعا للمكونات السائدة في كل منها كالآتي: (1) غرين رملي كلسي، (2) طين جبسي، (3) قشرة ملحية. وبالإضافة إلى هذا فقد تمت دراسة تأثير نمو أنواع معينة من النباتات الملحية في بعض أجزاء من هذه السبخة على مظاهرها بالمرئيات الفضائية حيث تظهر المناطق التي تنمو بها هذه النباتات قاتمة اللون على الصور العادية (أبيض وأسود) ولكتها تظهر باللون الأحمر والبني الفاتح على الصور الملونة.
كما تشير نتائج الدراسة أيضا إلى التغييرات التي حدثت في مستوى سطح البحر خلال حقب الرباعي حيث تمثل سبخة دخان إحدى نواتج انحسار مياه البحر بعد عصر البلايستوسين، ومن المعتقد أن هذه السبخة لم تتكون بوضعها الحالي إلا منذ حوالي 13.000 سنة مضت، ويعتقد الباحثان في وجود بعض الكسور والمناطق التركيبية الضعيفة تحت المنخفض الذي تحتله سبخة دخان والتي تعتبر المصدر الرئيسي لتسرب مياه البحر المالحة حيث ترتفع إلى السطح بفعل الخاصة الشعرية وقد تختلط في بعض المواقع بمياه الأمطار موفرة بذلك الظروف البيئية المناسبة لنمو بعض أنواع من النباتات الملحية التي تم تسجيلها بالمنطقة.