الجملة البسيطة في عناوين الصحف القطرية بين متطلبات المعنى والصحة النحوية
الملخص
يهدف هذا البحث إلى الوقوف على التطور الذي طرأ على بناء الجملة العربية المعاصرة المستخدمة في لغة الصحافة، وتفسيره في ضوء معطيات الدراسات اللسانية، إضافة إلى محاولة تأصيل هذا التطور، بالرجوع إلى النماذج المستخدمة في عربية التراث، لمعرفة مدى التزام الصحافة المعاصرة بقواعد العربية التراثية، أو خضوعها لمتطلبات نقل مضمون الرسالة الصحفية إلى القارئ بالتركيز على بعض العناصر البنائية المكونة للجملة، مما يؤدي إلى مخالفة الترتيب الأصلي للجملة العربية.
وعلاوة على ما تقدم فقد رمى هذا البحث لوصل الدراسات الألسنية الحديثة المتمثلة في النظرية التوليدية التحويلية، بجهود علماء العربية.
وأخيراً فقد هدف البحث إلى عكس دور جامعة قطر في خدمة المجتمع القطري، والتفاعل مع قضاياه، من خلال عمل علمي يرتبط بمناسبة سعيدة، وهي عودة صاحب السمو أمير دولة قطر عام 1997. بعد أن من الله عليه بالشفاء.
أما المنهج الذي استخدم في البحث، فهو المنهج اللساني، الذي يقوم بالوقوف على التغييرات التحويلية الخاصة بالجملة البسيطة في عناوين الصحف القطرية، ووصف هذا التغيير، دون أن يهدف البحث إلى الحكم على هذا التطور بشيء من التقويم الهادف إلى تحسينه أو عيبه، وقد ارتكز المنهج، على النظرية التوليدية التحويلية، مع الإفادة مما ورد عند الأوائل من علماء العربية من رؤى منهجية.
واشتمل البحث في خطته على مقدمة وخاتمة، وقسمين. وقد خصص القسم الأول لبيان الخلفية النظرية للبحث، من حيث تحديد ميدانه، وبياني حجم العينة موضوع الدراسة، وشرح المصطلحات المستخدمة فيه، في حين جاء القسم الثاني لدراسة أنماط الجملة في عناوين الصحافة القطرية، وبيان التغييرات التحويلية التام طرأت على عناصرها البنائية.
وجاءت الخاتمة لإبراز النتائج التي خرج بها البحث، والتي من أهمها: أن صحيفة (الشرق) كانت أكثر الصحف القطرية الثلاث، التي غطت عنواناتها مناسبة عودة سمو الأمير معافى، وجاءت الجملة البسيطة أكثر استخداما في العينة، وذلك لأن الصحافة تميل إلى استخدام الجمل القصيرة التي تلبي رغبات القارئ المتعجل للإحاطة بالأخبار. وأثبت البحث أن نقل مضمون الرسالة الصحفية، بالتركيز على بعض كلمات الجملة، عناية واهتماماً، هو الأساس في الصورة التي تظهر عليها الجملة مرتبة في العنوان الصحفي. وقد وصل البحث كذلك إلى أن الغالبية من جمل العينة قد ترتبت جملها على غير الأصل في ترتيب الجملة العربية التراثية.
وخلص البحث في ختام نتائجه إلى القول: إن الصحافة المعاصرة- وإن حرصت على التقيد بقواعد العربية الفصحى، في صياغة الجمل الواردة في عناوينها- فإن الرغبة في جذب اهتمام القارئ، فرضت عليها التركيز على بعض العناصر البنائية، الأمر الذي يجعل للغة الصحفية طابعها الخاص، في ترتيب الجملة، مع أن لهذا الترتيب جذوراً في العربية التراثية، كما ورد في البحث.