أوجه اختلاف القراءات وآثار توجيهها: نماذج مختارة من سورة (الإسراء) من الجزء (الخامس عشر)
الملخص
يعد الاختلاف في أوجه القراءات ثروة غنية وكنزا ثميناً من كنوز التشريع الإسلامي، بما يحويه من معان ودلالات ذات آثار تشريعية قيمة في مجال التفسير واللغة و الفقه والأحكام.
ويتخطى معنى الأمر من النبي صل بقراءة ما تيسر من ألأحرف السبعة والإصابة فيها إلى ما هو أبعد من ذلك فهماً وتحليلاً، يتجلى في التوجيه إلى التبصير والاستنباط، والنظر والاجتهاد في مدلولات تلك الاختلافات، والغوص بحثاً عن الآثار الناتجة عن تلك القراءات.
ويظل القرآن الكريم معجزاً في كل ما تحمله كلمته واسمه من معان- إعجازاً يستمد ديمومته من حفظ القرآن وبقائه إلى قيام الساعة، مصداقاً لقول الله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ]الحجر:9[ يتجلى ذلك الإعجاز في لغته ومعانيها، وفى دقة دلالاتها وما يمكن الاستنباط منها، وفى وجوه تفسيرها، وفى فقهه وبيانه. مصداقاً لقوله تعالى: (ثم إن علينا بيانه) ]القيامة:19[
وفى هذا البحث محاولة متواضعة لدراسة خمسة نماذج منوعة من الجزء (الخامس عشر) لسورة ]الإسراء[ حصراً تخيرت فيها من المفردات المختلف في القراءة بها اختلافا متواتراً مما تميزت به من أثر تشريعي بالغ الأهمية، أو فقه تتجلى فيه مرونة التشريع ويسره، أو توجيه لغوي يثري النص تفسيراً وتحليلاً، ويضفي إليه من الشمول والتكامل ما لا بخفي.
وقد سلكت في البحث منهجاً واضحاً التزمت فيه بيان أوجه الاختلاف عند القراء السبعة، ثم بينت التوجيه النحوي واللغوي في هذه الأوجه، لأصل إلى ما تمخض عنه هذا الاختلاف من آثار في التفسير والأحكام الفقهية وغيرها، ثم خلصت إلى اختيار الوجه الأقوى من حيث النقل (السند)، ومن حيث المضمون: لغة ودلالة وتفسيراً، معتمداً في ذلك على الأقوال المعتمدة لأهل العلم والاختصاص.
والله من وراء القصد