تحولات المشهد الأمنی الخلیجی بعد الأزمة الخلیجیة : مقاربة جیوسیاسیة
الملخص
تعد اللحظات التاريخية المعاصرة من اللحظات الناردة في تاريخ الوطن العربي، إذ لم تكن دول الخليج -لا سيما قطر والإمارات في معظم مراحل التاريخ لاعبا أساسيا في العالمين الإسلامي والعربي، لكنها اليوم أصبحت ضمن لاعبي الصدارة، ولأجل ذلك أصبحنا نرى أنه لا يوجد ملف عربي إلا وأثر الخلافات الخليجية منعكسة عليه. لا شك أن الأزمة الخليجية كشفت للجميع عن قدرات كبيرة تمتلكها دول الخليج في حشد الرأي العام الدولي وصناعة اللوبيات في دوائر صناعة القرار الغربي، كما كشفت عن إمكانيايت هائلة في نسج العلاقات العامة، سواء من خلال دبلوماسية دول الخليج أو شركات العلاقات العامة التي تتعامل معها. لكن السؤال : ما مدى استفادة العالمين العربي والإسلامي من هذه القدرات الكبيرة؟
إن نظرة سريعة على أوضاع دول الربيع العربي تكشف لنا جحم التأثير السلبي للعلاقات الخليجية على الأمن العربي، فقد تحولت هذه الدول إلى ساحة صراع وحروب بالوكالة بين الأطراف الخليجيين، وأكثر ما يتجلى هذا الأمر في الملفين السوري والليبي، حيث إن أطراف النزاع في البلدين يعكسون بنحو مباشر الخلافات الخليجية.
إن المؤمل من دول الخليج أن تستغل هذه الفرصة التاريخية النادرة التي أتيحت لها، هذه الفرصة التي جعلت بين أيديها من الامكانات والقدرات ما تجعلها مؤهلة لقيادة العالم الاسلامي واستغلال هذه الفرصة يكون أولا من خلال إيجاد نموذج خليجي جاذب، ليس من خلال الوفرة المالية وامتلاك الترسانات الإعلامية. بل من خلال تقديم أنموذج يقوم على أرضية صلبة من الحقوق السياسية والوطنية. وعلى رؤية أمنية تقوم على إدراك واع لأهمية الجيوبوليتيك الخليجي.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/11522المجموعات
- أبحاث مركز ابن خلدون للعلوم الانسانية والاجتماعية [210 items ]