الشباب المسلم بين الهوية الإسلامية و قيم العولمة

Abstract

يهدف هذا البحث إلى تحديد مشكلة من المشكلات التي يتعرض لها الشباب المسلم في العصر الحاضر وهى دور العولمة في تغيير الهُويَّة. حيث يتطلب الأمر معرفة العولمة من حيث الوعي بكنهها, والتعرف على خطرها, وكيفية مواجهة سلبياتها, فالعولمة لها آثارها السلبية التي تضر بثوابت المجتمعات وهُويَّتها. فقد أصبحت الشركات العالمية تتنافس في تقديم سلعتها إلى المستهلك في صورةٍ مثيرةٍ, وبإغراءٍ لا يقاوم, ويتم التكريس لقيمٍ جديدةٍ تُعلي من قيم النفعية, والأنانية, والنزعة المادية, والغرائز المتوهجة الخالية من الأبعاد الإنسانية. ومع القدرة الهائلة لوسائل العولمة, ومع اتسام الإعلام في العالم النامي-بشكل عام- بالسطحية وعدم القدرة على التأثير؛ زاد خطر العولمة. إن مما لا شك فيه أن هُويَّة المجتمعات من الثوابت التي تحفظ لكل مجتمع خصوصيته, وعندما ننظر إلى واقع شباب دول العالم الثالث- والتي تقع ضمنه الدول العربية والإسلامية عامة- نجده يتلقى بصورة مباشرة ما تنتجه العولمة من مبادئ وقيم وأفكار تغزو بلادهم, ويُراد لهؤلاء الشباب أن يسيروا في ركابها, ومع محاولات العولمة الدائبة إذابة المجتمعات في بوتقة الأمركة أو الثقافة الكونية, كان لزامًا علينا أن نتبين موقع شبابنا, وموقفه من هذا المد الجارف على مجتمعاتنا العربية والإسلامية, وكيف يحافظ على هُويَّته التي تعد أساس وجوده, وجوهر نفاسته, والجدار الصلب ضد محاولات التبعية والانصهار؛ ولذا جاء البحث مكونًا من مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة. التمهيد: فيه بيان مصطلحات البحث. وفي المبحث الأول: أثر قيم العولمة في مجال العقيدة, وفي الثاني: أثر قيم العولمة في التراث, وفي الثالث: أثر قيم العولمة في اللغة العربية. وقد سلك الباحث في البحث المنهج الاستنباطي, والذي يعني عملية استخلاص منطقي, بمقتضاها ينتقل الباحث من العام إلى الخاص. يبدأ بوضع مقدمات عامة ينزل منها متدرجا إلى عناصر تندرج تحت هذه المقدمات, وقد توصل الباحث إلى نتائج عدة, وتبعها بتوصيات في نهاية البحث.