الشمولية الإسلامية بين ثوابت العقيدة ومرونة التشريع
الملخص
جاء الاسلام – وهو الرسالة الخاتمة – ليحقق النعمة التامة والرحمة الشاملة لكل العالمين " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين "([1])، وقد ظل الاسلام المصدر الوحيد لهذه الامة في عقيدتها وشريعتها ومنهاج حياتها، ولم يشعر المسلمون بحاجتهم الى مصدر اخر على مر العصور واختلاف الاحوال، وظلت الاجيال المؤمنة تنهل من نبع الاسلام الصافي وتستند اليه في كل تصوراتها وتشريعاتها، حتى سقوط الخلافة الاسلامية المريع وما تبعه من انقطاع حضاري انسى الامة كثيرا من تاريخها المجيد، مما فتح المجال للغزو الثقافي الخارجي الذي عدد في الامة دوائر الولاء بعد ان افقدها وحدة المصدر الذي تلقي عليه، فراح بعض المتأثرين بهذا الغزو يشككون في مصدرية الاسلام نفسه وقدرته على استيعاب الحياة المعاصرة بكل تعقيداتها وتفريعاتها .
وهذا البحث يهدف اولا الى تأصيل الشمولية الاسلامية تأصيلا عقديا من خلال ربط معنى الشمولية بأصول الايمان كالتوحيد، وختم الرسالة، وعقيدة الحساب والجزاء، ثم الاستدلال عليها بالادلة الثابتة المتفق عليها عند المسلمين :
القرآن الكريم والسنة الصحيحة .
ثم يتناول البحث امكانية تحقق الشمولية على ارض الواقع، من خلال سعة المصادر التشريعية في الاسلام ومرونتها وقابليتها لاستيعاب المستجدات والمتغيرات، وبذلك نصل الى الموازنة المطلوبة بين الثوابت العقدية التي تمثل هوية الامة وتميزها وبين مرونة الشريعة التي تلبي حاجة الامة وتحقق مصالح الانسان على هذه الارض وسعادته الابدية .
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17203المجموعات
- العقيدة والدعوة [144 items ]