حضور الثقافة الدينية في الشعر القطري
الملخص
رأس كل ثقافة هو الدين بمعناه العام،والذي هو فطرة الإنسان،أي دين كان،أو ما كان في معنى الدين.وبقدر شمول هذا الدين لجميع ما يكبح جموح النفس الإنسانية ويحجزها عن أن تزيغ عن الفطرة السوية العادلة،وبقدر تغلغله إلى أغوار النفس تغلغلاً يجعل صاحبها قادراً على ضبط الأهواء الجائرة ومريداً لهذا الضبط،بقدر هذا الشمول وهذا التغلغل في بنيان الإنسان تكون قوة العواصم التي تعصم صاحبها من كل عيب قادح... وهذا الذي حدثتك عنه ليس خاصاً بأمة بل هو شأن كل جيل من الناس وكل أمة من الأمم،كان لها لغة،وكان لها ثقافة، كان لها بعد تمام ذلك حضارة مؤسسة على لغتها وثقافتها".
والثقافة الدينية ثقافة أصيلة راسخة في وجدان الإنسان،ينشأ عليها وهو طفل،تغذي روحه،وتملأ وجدانه،ويمارسها وهو شاب،ولا يتخلى عنها وهو رجل أو كهل،بل يغدو أشد تمسكاً بها،وأكثر التصاقاً. والمسلم يتلو كل يوم خمس مرات آيات كريمات من التنزيل العزيز،كما يقرأ في القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار،ويقرأ في حديث رسول الله،ويتعرف إلى أمور دينه،ليمارس العبادات الممارسة الصحيحة. وحتى المسلم المقصر في عباداته يلم بأمور دينه،ويتلو بعضاً من سور القرآن الكريم،أو يستمع إليه،ويظل مالكاً لقدر من الثقافة الدينية،سواء قلّ هذا القدر أو كثر.
فالثقافة الدينية ظاهرة أساسية في المجتمع،وهي تتسرب في كلام الناس وأحاديثهم،وتحضر في أشعارهم وقصصهم،بصورة مباشرة أو غير مباشرة.وتساعد وسائل بعض الإعلام على نشر هذه الثقافة،وترسيخها، مثلما تساعد بعض وسائل الإعلام الأخرى على تغييبها ونسيانها،ولكنها في الحالات كلها تظلّ حاضرة، حتى عند الذين هم بعيدون عن الدين.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17355المجموعات
- أبحاث مركز ابن خلدون للعلوم الانسانية والاجتماعية [210 items ]