أبو جعفر أحمد بن خلف بن وصول الترجالي الأندلسي تحرير عصره وسيرته وذكر مؤلفاته
الملخص
مدخل في بيان فوائد الاستعانة بالنقد التاربخي' لأجل تحرير سيّر المؤلفين: الحمد للّه وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. لقد انتبهت إلى فشو الحيرة والالتباس الموجودين في الدراسات التي تَصّدَّرُ بها بعض البحوث والرسائل في تلك الأعمال استصحاب عُدَّةَ المؤرخ في التحقيق والتدقيق والاستقصاء. واستنطاق الوثائق بشتى ضروبها وأنواعها بقصد التعريف بمؤلف أغفلت كتب التراجم. أو كتب التاريخ التفصيل في أخباره. فيقف أولئك الباحثون مبهوتين لا يلوون على شيء. لأنهم لم يُدََربوا ولا نبَهُوا على أن الإلمام ببعض أدوات علم التاريخ شرط لازم يضر الإخلال به بأبحاث من يتصدى لتحقيق التراث الإسلامي. أو للتعريف به ودراسته.
لأجل هذا اخترت أن أبسط في هذا المدخل الوجيز طرفا من أدوات وأصول المؤرخين إذا استعان بها الباحث النبيه المجتهد اليقظ رَجَوْتْ له التوفيق إلى توسيع حصيلة الأخبار بشأن سيرة عالم من مؤلفي المسلمين. ممن لم تذكر كتب التراجم بشآن سيرتهم شيئا كثيرا، أو ممن أغفلت ذكرّهم تلك الكتب بالكلية. أو ممن لا يُعرفون إلا من غلاف كتاب (أو أكثر) أَلّفوه حُفِظ من الضياع. وسأشرح تلك الأصول وأضرب لها من الأمثلة ما يجلهاء عساها تكون دُربة للمبتدئ وتذكرة للمنتهي.
والفقيه الذي نحرر سيرته في هذا البحث: هو فقيه مالكي من أهل الأندلس ممن ألف في الفقه كُتبا، لكنه مع هذا لم تحفظ في كتب التراجم سيرتّه. إذ لم يعرفه من بين كتاب التراجم سوى واحد فقط، يظهر أنه اكتفى في الترجمة له بما لعله وجده مُقَيِّداً على ظهر كتاب له فى أحكام القضاء،. من ذكر لاسم مؤلفه وتحليته بالحافظ الفقيه المشاور. ثم لم يزد شيئا مما تمس الحاجة إليه كذكر تاريخ وفاة، أو اسم شيخ. أو تلميذ.
في مثل هذه الحال ما عسى الباحث الذي قد يقع تحت يده بعض آثار مؤلف كهذا أن يصنع كي يتوسع في بيان ما من شأنه تنوير حوالك سيرة ذلك المؤلف؟
المجموعات
- العقيدة والدعوة [144 items ]