الحمایة التحكیمیة الطارئة والمستعجلة في منازعات الریاضة : CAS من تقنین محكمة التحكیم الریاضي R دراسة تحلیلیة للمادة 37
الملخص
إن مفهوم الرياضة تتطور بشكل ملحوظ في هذا العصر؛ فلم تعد الرياضة مجرد لُعبة تشبع الرغبات الشخصية بل أنها تتراوح فيما بين 3% و6% من التجارة العالمية. لذلك، نجد تزايداً واضحاً في المنازعات الناشئة عن الرياضة التي لا يفضل المجتمع الرياضي (أشخاصا طبيعية كانت أو كيانات أو اتحادات) فضها أمام محاكم القضاء الرسمي؛ ولكن في "بيت العائلة الرياضي" الذي يتفهم خصوصية وديناميكية منازعات الرياضة، ويتخذ قرارات سريعة لا تحتمل التأخير لسنوات أو شهور أو حتى أيام؛ وإلا ضاعت الفرص والحقوق والمراكز. ولهذا السبب إذا كان التحكيم طريقاً استثنائياً – على نظام قضاء الدولة-لفض المنازعات عموماً، فهو طريق عادي mode ordinaire لفض منازعات الرياضة خصوصاً.
لذلك، أنشئت محكمة التحكيم الرياضي Court of Arbitration for Sport (CAS) في 1983؛ لتأخذ على عاتقها مهمة الفصل في منازعات الرياضة المختلفة، واضعةً تقنيناً للتحكيم الرياضي CAS Code نافذاً في 30 يونيو 1984. وغير خافٍ أن المنازعات الرياضية تزداد بشكل ملحوظ أمام محكمة التحكيم الرياضي(CAS)؛ لأن الكثير من الاتحادات الرياضية سمحت باستئناف قراراتها أمام محكمة التحكيم الرياضي، كالاتحاد الرياضي لأشهر لعبة في العالم وهي كرة القدم منذ 2002. وقد حرصت كثير من الدول أيضاً العربية منها على إنشاء هيئة أو محكمة للتحكيم الرياضي.
وإيماناً بأن التحكيم التقليدي يعاني أيضاً من أمراض الجمود والتعقيد الإجرائي والتكاليف الباهظة وطول المدة، تتنافس مراكز ومؤسسات التحكيم دائماً لوضع القواعد التي تكرس الوصول بأقصى سرعة ممكنة إلى حكمٍ عادلٍ. وعليه، وضعت محكمة التحكيم الرياضي أسساً للحماية التحكيمية الطارئة والمستعجلة في فض منازعات الرياضة في أحوال الاستعجال بل والطوارئ. تلك الحماية الطارئة والمستعجلة ينتج عنهما تدابير وقتية وتحفظية تواجه حالات ضغط الوقت وضيقه والمواعيد النهائية في عالم الرياضة. على سبيل المثال فالرياضي الذي مُنع من المشاركة-لارتكابه جريمة منشطات-في مسابقة رياضية قد قرب موعدها يريد استصدار قرار للمشاركة بأقصى سرعة ممكنة أو الفريق الرياضي الذي يطالب بتعديل نتيجة مباراة بصفة مستعجلة ليحسم ترتيبه ومركزه قبل المباراة النهائية. وكذلك الحال بالنسبة للدولة التي حُرمت بقرار اتحادي رياضي بإجراء مباراة على أرضها لتداعيات الإرهاب.
بناءً عليه، سوف أعرض لتلك الحماية التحكيمية الطارئة أو المستعجلة التي سمحت لمحكمة التحكيم الرياضي بإصدار تدابير وقتية وتحفظية قبل البدء في إجراءات التحكيم وخلالها، والتي تهدف إلى المحافظة على الوضع الراهن والأدلة التي تفيد في فض المنازعات الرياضية، وعلى فعالية قرارات محكمة التحكيم الرياضي، محاولاً الإجابة على التساؤلات الآتية: ما هو المقصود من الحماية المستعجلة والطارئة أمام محكمة التحكيم الرياضي؟ وما هي صور التدابير الصادرة عن هاذين النوعين من الحماية؟ وما هي مفترضات إصدار التدابير المستعجلة أو الطارئة؟. ثم ما هو أثر استصدار تلك التدابير من محكمة التحكيم الرياضي على جواز استصدارها امام قضاء الدولة؟ وأيهما أكثر فعالية في عالم الرياضة؟ وما هو الإطار الإجرائي للحماية الطارئة والمستعجلة؟ وماذا عن قوى التدابير الطارئة والمستعجلة؟.
ثم ما ھو أثر استصدار تلك التدابیر من محكمة التحكیم الریاضي على جواز استصدارھا امام قضاء الدولة؟ وأیھما أكثر فعالیة في عالم الریاضة؟ وما
ھو الإطار الإجرائي للحمایة الطارئة والمستعجلة؟ وماذا عن قوة التدابیر الطارئة والمستعجلة الملزمة والتنفیذیة؟. وذلك بوضع الخطة الأساسیة الآتیة:
مطلب أول: مفھوم الحمایة المستعجلة والطارئة أمام محكمة التحكیم الریاضي.
مطلب ثان: فعالیة الحمایة المستعجلة والطارئة أمام محكمة التحكیم الریاضي.
معرّف المصادر الموحد
https://www.lexismiddleeast.com/eJournal/2018-05-29_29DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17893المجموعات
- أبحاث القانون [288 items ]
- أبحاث كأس العالم 2022 [133 items ]