ظاهرة تعاقب الحروف في اللغة العربية : دراسة وصفية تحليلية من خلال الأمالي لـ(أبي علي القالي)
الملخص
يعرض هذا البحث لظاهرة ( تعاقب الحروف في الكلمات العربية ) وهى
واحدة من ظواهر اللغة العربية التي تعد سنة من سنن العرب في كلامهم، ويتجلى من خلالها التطور اللغوي للغتنا العربية على مستوى أصواتها وأبنيتها وتراكيبها ودلالاتها، كما أنها تعد أيضا من الأدلة الواضحة على اتسام الأصوات العربية بالتحول و عدم الثبات.
ويعد التعاقب ظاهرة من الظواهر التراثية التي شاعت في اللغة العربية وتطورت بتطور العصور وانفتاح العرب على غيرهم من الأمم، وقد نشأ حولها خلاف متتابع من القديم إلى الحديث بين اللغويين، فبعض اللغويين ينظر اليها بوصفها نمطا أصيلا من أنماط العربية لا يجب إنكاره ومن هؤلاء ابن السكيت و أبو المطيب والقالي و غيرهم ممن عنوا برصد تلك الظاهرة في مصنفاتهم، وان جاء عرض كثير منهم لهذه الظاهرة معتمدا على الرصد والسرد، خاليا من التعليلات والمبررات.
وبعضتم يضعف تلك الظاهرة و لا يستحسنها : فيقصرها على الاستعمال اللهجي، أو يدعو إلى عدم إلحاقها بالاستعمال الفصيح ومنهم : ( ابن فارس )، و (الثعالبي)، و (السيوطي ).