لعولمة تدعم التوطین والثقافات المحلیة عبر كأس العالم – رؤیة فلسفیة اجتماعیة
الملخص
يمكن القول أن العولمة Globalization في جانبها الإيجابي من حيث جذورها وأدبياتها الفلسفية الأصلية هي مشروع يعمل على تجاوز العالم لأزمات وصراعات الشعوب وطغيانها بعضها على بعض بدعاوى الاستعمار وتحقيق هذا يكون بإدارة كافة شعوب العالم لنفسها وفق نظم إدارية) بدلاً عن النظم السياسية، وهو ما يتيح لكل شعب أن يكشف عن طريقة حياته وثقافاته المحلية دون هيمنة عليه من آخر. والاعتبار في هذا أن كل طريقة حياة أياً كانت انما تمثل بذاتها بعداً ضرورياً من أبعاد الوجود البشري على الكرة الأرضية على قول الله تعالى (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين، وبحيث يكون بتر أو تعطيل لأي طريقة حياة يكون بتراً وتعطيلاً لطرف من أطراف الجسد الواحد فيفقد الجسد توازنه العضوي، وهذا التكامل العضوي لشعوب وثقافات العالم انما يتأتى تحقيقه بالدرجة الكبرى تحت مظلة المنظومات الإدارية تعمل على خلق الكيان البشري الموحد ذو الابعاد والثقافات المتعددة مصداقاً لقول الله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا).
ومن أهم وسائل تحقيق هذا الهدف المنشود هو استعمال الأنشطة ذات الجماهيريات العريضة والتفاعل الشعبي الكبير لدى كافة شعوب الأرض. ولعل كرة القدم ومحافلها الدولية بكونها الأكثر حشداً شعبياً تفاعلياً في العالم تكون هي من أهم وسائل إيجاد التوحيد البشري من خلال تغذية واشباع غريزة الحرب والصراع في الانسان ولكن بالطريقة السلمية الرياضية التي تسمح لكل أن يعبر عن اختلافه عن غيره بحرية إرادة وبما يدعم الانتماء الوطني في ظل توافق عالمي. وهذا ما يجري في احتفالية عالمية لكرة القدم (كأس العالم) وبالتالي تحقيق شعار العولمة تدعم التوطين والثقافات المحلية. ولهذا فإن إقامة احتفالية مباريات كأس العالم في قطر 2022م باعتبارها احتفالية صراع سلمي يتفاعل فيها الناس من كل أقطاب الأرض له دلالة خاصة في ابراز هوية الشعوب الشرق أوسطية والشمال افريقية والتي هي من أكثر الشعوب التي عانت من الهيمنة الاستعمارية من جانب شعوب ودول أخرى. فهو بذلك ميدان تتنفس فيه هذه الشعوب بثقافاتها وطرق حياتها عبر المشاركة العالمية تلك. وبتبني قطر لموسم كاس العالم 2022م يكون ذلك أكبر تمثيل رمزي في اتجاه تخليص الشعوب من دوائر وحدود التصنيفات القديمة من (بدائية) و (نامية) و (متقدمة)، فأي من طريقة حياة لشعب ما كانت توسم فيما سبق بأنها بدائية أو غير حضارية الآن تصير ذات احقية وجودية سواء بسواء مع طرق حياة جميع الشعوب الأخرى في أي موقع من الكرة الأرضية.
يتم دراسة هذه الرؤية على المحاور التالية:
-1 الجذر الفلسفي الإيجابي للعولمة ودعم توطين طرق الحياة. 2 احتفاليات كرة القدم كمشروع انساني عالمي يشبع غريزة الحرب سلمياً. -3- الدلالات الاجتماعية والثقافية لاحتفالية كأس العالم 2022م.
وتقوم الدراسة على منهج تحليلي استنباطي.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/49874المجموعات
- دراسات الخليج [137 items ]
- المؤتمر الدولي السنوي السابع متعدد التخصصات لمركز دراسات الخليج [17 items ]
- أبحاث كأس العالم 2022 [133 items ]